الدولة : المزاج : الابراج : عدد المساهمات : 2089 تاريخ الميلاد : 06/02/1994تاريخ التسجيل : 26/05/2011العمر : 30
الموقع : سوريا لايف
العمل/الترفيه : طالبة جامعية الاوسمة : . :
موضوع: من وراء اغتيال جاجارين أول إنسان انطلق للفضـاء؟ الثلاثاء يوليو 26, 2011 11:35 pm
لقد كان انطلاق أول إنسان للفضاء حدثا غير عادي ليس فقط بالنسبة للاتحاد السوفييتي ولكن للعالم أجمع، ولقد أصبح يوم الرحلة الثاني عشر من أبريل/ نيسان يوما لكل رجال الفضاء في العالم يحتفلون به ويعتبرونه عيدا لهم، ولم تكن هذه الرحلة بالنسبة للاتحاد السوفييتي مجرد سبق علمي فقط تفوق به على أعدائه في الغرب، بل كان أيضا سبقا ودعما سياسيا كبيرا في زمن الحرب الباردة، وكما يقول المحلل السياسي الروسي ليونيد شيستاكوف ""لقد كان لرحلة جاجارين تأثير كبير وفعال في زيادة انتشار المبادئ الاشتراكية والشيوعية في العالم وزيادة أنصار ومؤيدي الاتحاد السوفييتي، وأعطت لموسكو الصدارة بلا منافس في زعامة العالم الشيوعي وأعطت جاجارين نفسه شهرة عالمية لم يكن هو أو أي مواطن سوفييتي يحلم بها""، ولقي جاجارين بعد عودته للأرض تكريما وحفاوة بالغة ليس فقط في الاتحاد السوفييتي بل في كثير من الدول التي زارها، ومنها دول عربية مثل مصر حيث استقبله الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وفي داخل الاتحاد السوفييتي منح جاجارين أعلى الأوسمة التي تمنح عادة لقادة الجيوش في الحروب الكبيرة وأطلق اسمه على كثير من المدن والمؤسسات والشوارع والميادين، ونصبت تماثيله في المئات من الميادين والساحات ومنها في العاصمة موسكو فقط تسعة تماثيل، وصدرت طوابع بريد تحمل صورته، كل هذا وهو حي شاب لم يتجاوز الأربعين من عمره، وهي ظاهرة لم ينعم بها إنسان مثله في حياته.
شائعات تتردد
بعد رحلته إلى الفضاء عاد جاجارين إلى عمله المعتاد في القوات الجوية السوفيتية، وفي السابع والعشرين من مارس/ آذار العام 1968 انطلق مع زميله فلاديمير سيرجين في جولة تدريبية على متن طائرة حربية من طراز ميج-,15 وحسب الرواية الرسمية تعرضت الطائرة أثناء هبوطها لعطل فني في المحركات أدى إلى سقوطها وانفجارها على الأرض ووفاة جاجارين وزميله، وكان للحادث وقع الصدمة الكبيرة في الاتحاد السوفييتي وفي العالم كله، والملفت للنظر أن البيان الرسمي الصادر عن القيادة السوفيتية بشأن الحادث جاء في اليوم التالي مباشرة لوقوع الحادث وقبل أن تقوم أية جهة فنية بالتحقيق والبحث في أسبابه، الأمر الذي أثار الدهشة والتساؤلات والجدل الكثير، وخصوصاً خارج الاتحاد السوفييتي في الغرب الرأسمالي، وفي واشنطن بالتحديد كتبت صحيفة ""الواشنطن بوست في الثلاثين من مارس/ آذار العام 1968 تقول ""إن رائد الفضاء السوفييتي جاجارين كان يعاني بعد عودته من رحلته إلى الفضاء من أعراض الشيزوفرينيا (انفصام الشخصية) وظهرت عليه علامات جنون العظمة من جراء التكريم والحفاوة الكبيرة التي لقيها بعد رحلته""، وظهرت شائعات أخرى كثيرة حول جاجارين بعد وفاته، يذكر منها الكاتب الروسي أندريه سوكلوف في كتابه ""زهرة في السماء"" ما قيل بأنه وقعت خلافات حادة بين جاجارين وبين قادته في وزارة الدفاع المشرفين على برنامج رحلات الفضاء المأهولة بسبب رغبة جاجارين الملحة على الانطلاق مرة أخرى للفضاء، وشائعات أخرى تقول إن حادث سقوط طائرة جاجارين دبره جهاز الاستخبارات السوفيتية (كي.جي.بي) للتخلص منه بعد أن وصلت إليهم معلومات تفيد اتصال جاجارين بجهاز استخبارات أجنبي وأنه يدبر للهروب من الاتحاد السوفييتي واللجوء للولايات المتحدة الأميركية. " border="0" />
هذه الشائعات كانت تدعمها بعض الظواهر داخل الاتحاد السوفييتي، ومنها تراجع الاهتمام بجاجارين وأفول نجمه وخروجه من دائرة الضوء بعض الشيء، وعدم ظهوره بكثافة على شاشات التلفزيون مثلما كان من قبل، وأيضا بعد وفاته حيث تراجع الاهتمام بالاحتفال بذكرى انطلاقه للفضاء وبدأ الاهتمام أكثر بزملائه من رواد الفضاء الآخرين وخصوصاً زميلته ""فالنتينا تيريشكوفا"" أول امرأة رائدة فضاء التي انطلقت للفضاء في السادس من يونيو/ حزيران العام ,1963 هذه الظواهر إلى جانب الشائعات التي كانت تروج لها وسائل الإعلام الغربية جعلت الشكوك الكثيرة تثور في حادث وفاة جاجارين، ولكن لم يكن أحد ليجرؤ في الاتحاد السوفييتي على الحديث في هذا الموضوع.
تغيير أقوال الشهود
وقد أجرت السلطات السوفيتية تحقيقا في الحادث بعد وقوعه بأيام عدة، وتشكلت لجنة لهذا التحقيق الذي لم يعرف أحد شيئا عن تفاصيله ونتائجه حتى وقت قريب بعد انهيار الاتحاد السوفيتي بعقد ونصف، حيث كتبت صحيفة ""توب سيكريت"" الروسية المستقلة حديثاً تقول إنها حصلت على نسخة من أوراق التحقيق الذي أجرته اللجنة التي حققت في الحادث العام ,1968 وأنها بحثت عن المحققين الذين تولوا التحقيق وهم تسعة فوجدت منهم ثلاثة مازالوا على قيد الحياة، منهم اثنان رفضوا الحديث للصحيفة وتهربوا من اللقاء مع مندوبيها، أما الثالث وهو المحقق أليكسي ليونوف الذي عرضت الصحيفة عليه نسخة من أوراق التحقيق وتأكد أنها فعلا حقيقية، فقد لفت انتباهه وجود تغييرات كثيرة في أوراق التحقيق المعروضة عليه عن التحقيق الأصلي الذي أجرته اللجنة العام ,1968 وخصوصاً في أقوال الشهود الذين استمعت إليهم اللجنة، الأمر الذي دفعه للحديث للصحيفة حول وقائع التحقيق الذي أجرته اللجنة.
يقول ليونوف إن لجنة التحقيق المكونة من تسعة أشخاص وهو منهم كان معهم ثلاثة أشخاص آخرين من جهاز الاستخبارات (كي.جي.بي) لم يتدخلوا في التحقيق بل كانوا فقط مراقبين، واستمر التحقيق شهوراً عدة استمعت فيها اللجنة لكثير من الشهود منهم فنيين ومنهم طيارين زملاء لجاجارين، ومنهم أيضا شهود عيان من المنطقة التي سقطت فيها الطائرة بالقرب من العاصمة موسكو، ويقول ليونوف أن جميع شهود العيان الذين شاهدوا سقوط الطائرة أجمعوا على أنه كانت هناك طائرة أخرى من طراز سوخوي-15 تطير على ارتفاع أعلى بكثير من طائرة جاجارين، وقال أحد أفراد مراقبة الرادار إنه حاول الاتصال بالطائرة الغريبة فلم ترد عليه، وقال الشهود إنه عندما بدأت طائرة جاجارين في الهبوط بدأت الطائرة الأخرى الغريبة أيضا في الهبوط وبسرعة كبيرة حتى أصبحت أسفل طائرة جاجارين بمسافة لا تزيد عن خمسمئة متر، ثم أجمع ثلاثة شهود على أنهم سمعوا صوت انفجار وبعده بثانيتين فقط سمعوا صوت انفجار طائرة جاجارين وهبوطها محطمة على الأرض، ثم شاهدوا الطائرة الأخرى الغريبة تنطلق مرتفعة بسرعة قوية مبتعدة عن مكان الحادث، ويقول المحقق ليونوف إن اللجنة توجهت بعد سماع الشهود إلى القاعدة التي انطلقت منها الطائرة سوخوي-15 وفوجئوا هناك بأن أحدا لا يعلم أي شيء عنها وأنه لم تنطلق أي طائرة من عندهم يوم الحادث.
فالنتينا تستنكر
ويقول المحقق ليونوف بعد اطلاعه على أوراق التحقيق التي مضى عليها أكثر من ثلاثين عاما والتي كتبها هو بيده مع زملائه في اللجنة ""إن أهم تغيير في أقوال الشهود الذين استمع إليهم هو أنهم قالوا إن الفارق بين الانفجار الأول والثاني كان نحو عشرين ثانية في حين أنهم قالوا في التحقيق أن الفارق ثانيتين فقط ""ويقول ليونوف"" لو كان الفارق عشرين ثانية لما تمكن الشهود من مشاهدة الطائرة سوخوي-15 وهي تنطلق مبتعدة عن مكان الحادث لأن سرعتها لا تقل عن ألف كيلومتر في الساعة، أي أنها عند الانفجار الثاني لابد أن تكون على بعد 15 كيلومتراً كحد أدنى فكيف لهم أن يروها بعد الانفجار الأول"". ما نشرته صحيفة ""توب سيكريت"" الروسية أعاد الجدل والحديث في حادث وفاة رائد الفضاء جاجارين، وهل كان مدبرا بالفعل من قبل أية جهة داخل الاتحاد السوفييتي أم لا؟
رائدة الفضاء السوفيتية فالنتينا تيريشكوفا زميلة جاجارين كتبت في مذكراتها تقول ""إن كل ما يثار حول حادث وفاة جاجارين هراء وشائعات ليس لها أي أساس من الحقيقة، وأن هناك جهات تحاول تشويه سمعة الحقبة السوفيتية، وقالت فالنتينا ""إن جاجارين كان محبوبا ومقربا من السلطات حتى يوم وفاته، والاتحاد السوفييتي قدم له ما لا يمكن أن تقدمه له أية جهة أخرى، وليس من المعقول أن يفكر جاجارين في الإضرار بمصالح بلاده أوالهروب من وطنه تحت آية إغراءات لأن هذا كان سيشوه تاريخه وإنجازه العالمي الذي حقق له شهرة عالمية منقطعة النظير"".
الرئيسية
لتحميل الصور والملفات
دردشة المنتدى
