نساء الشرق الأوسط الأكثر احتياجاً للخدمات الطبية
توقع خبراء أن تؤدي التغيرات الديموغرافية في الشرق الأوسط خلال السنوات المقبلة إلى تزايد ملحوظ في الحاجة للرعاية الطبية في المنطقة، موضحين أنه بحلول عام 2025 سيصبح من الضروري مضاعفة عدد الأسرّة في المستشفيات؛ حيث إن عدد كبار السن يزداد بشكل ملحوظ، كما أن معدل النمو السكاني وصل لـ16% نتيجة للزيادة المضطردة في عدد المقيمين الأجانب في دول الخليج.
ويبدو أن النساء في المنطقة هن الأكثر احتياجاً للرعاية الصحية، حيث أشارت دراسة قام بها مكتب إحصاء السكان في الشرق الأوسط إلى أن عدة عوامل ثقافية واجتماعية تعرقل حصول المرأة في العالم الإسلامي على الرعاية الطبية اللازمة بعد بلوغها سن الإنجاب.
وأشار مقال نشر في موقع "وولد هيلث نت" World Health Net إلى أن عدداً كبيراً من النساء المسلمات في منطقة الشرق الأوسط لا يلجأن للرعاية الطبية خشية أن يطلقهن أزواجهن أو أن يجلبن العار لأسرهن نتيجة للأعراف والعادات الاجتماعية التي ترفض أن تعالج المرأة بواسطة طبيب رجل.
وينطوي عدم لجوء الكثير من النساء على عدة مخاطر خاصة في ما يتعلق بأمراض مثل سرطان الثدي الذي أكثر الأمراض المسببة للوفيات لدى الشريحة النسوية في كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
ووفقاً لتقرير نشره موقع "إم.إس.إن.بي.سي" MSNBC الإخباري عام 2007 فإن 70% من حالات سرطان الثدي في السعودية لا يتم اللجوء فيها للطبيب إلا في مراحل متأخرة جداً بينما يصل هذا المعدل لـ30% فقط في الولايات المتحدة الأمريكية.
لكن من حُسن الحظ أن مزيداً من النساء العربيات أصبحن أكثر وعياً بمخاطر سرطان الثدي جراء حملات التوعية المختلفة ما رفع أعداد من يلجأن للفحص الطبي فور الشعور بأي شبهة أو عارض، كما أن العديد من المراكز الطبية وشركات التأمين الصحي شرعت في إتاحة المزيد من فرص الفحص الطبي والرعاية الصحية للسيدات.
وفي يناير الماضي أطلقت شركة "فيليبس آند سميت" للمعدات الطبية المتنقلة عربة الفحص الطبي لسرطان الثدي والمصممة خصيصاً لتلبية احتياجات المرأة في الشرق الأوسط، وتم تجهيزها بشكل يسمح لها بالوصول للمناطق النائية.
وصممت تلك العربة لملاءمة ظروف الطقس في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط من خلال نظام تبريد ذاتي، وجرى الأخذ بعين الاعتبار ثقافة المرأة العربية من خلال جعل العربة توفر أكبر قدر من الخصوصية والراحة للمريضة، حيث توجد غرفة تغيير ملابس ونظام إضاءة يُعفي المريضة من الحرج أثناء إجراء الفحص، وتم تزويدها كذلك بأحدث معدات الفحص الطبي بما فيها جهاز تصوير الثدي الرقمي والذي يقوم بإصدار صور بالغة الدقة والوصول للتشخيص الصحيح.
ومع زيادة الطلب على الخدمات الطبية في الشرق الأوسط يجب على الجهات الصحية أن تبدأ في التعامل مع احتياجات المرضى مع مراعاة الحساسيات المرتبطة بالعادات الثقافية في المنطقة.