حافظي عليه ولا تخلعيه
كنت في أحد المجمعات التجارية ودخلت المصلى للصلاة وكان عدد النساء كبيراً وفور الانتهاء من الصلاة خلع عدد منهن غطاء الصلاة وبدأن يرتبن هندامهن وشعرهن استعدادا للخروج من المصلى لاستكمال التسوق والتجوال بالمجمع!!
حزنت عليهن وحزنت لحالهن ومستوى تفكيرهن، قابلن الله سبحانه وتعالى بغطاء وستر وحشمة وكأن اللقاء ووجود الله جلت قدرته فقط في فترة الصلاة،ولا رقابة لله ولا لخشيته بعد ذلك ولا في أي وقت!!
حافظي عليه تخلعيه اذكر عندما كنت بمرحلة الدراسة الابتدائية وأثناء اشتراكي بمركز تحفيظ القرآن كنا نضطر لارتداء غطاء الرأس خلال ساعات التحفيظ وبعد الانتهاء كنت وصديقتي نقوم بخلعه من على الرأس ليكون على الكتف أو نلوح ونلعب به. كنا أطفالا،إلا اننا بدأنا نقدر هذا الغطاء وهذا الحجاب وبدأنا بعد ذلك بالحفاظ عليه على رؤوسنا من المركز إلى العودة إلى البيت، وكنا نذهب للمدرسة صباحا بدونه. إلا اننا شعرنا بعد ذلك، وكنا لا نزال أطفالاً- أن وجوده مهم وأننا عند خلعنا إياه وتركه جانبا أو بالحقيبة نشعر بأنه ينقصنا شيء مهم وثمين واننا نظهر بشكل خطأ عن صورتنا لنعود ونرتديه لنحافظ عليه بعد ذلك في كل وقت،وليس فقط في صلاة أو قراءة قرآن أو ذهاب لمركز تحفيظ.
هذا الحجاب وهذا النور الذي يزين النساء علامة ورسالة على أننا مسلمات ولولا العفة والمعنى الذي يحمله لما حاربت دول وقامت برلمانات وأشخاص ومؤسسات للسعي لمحاربته وخلعه ورفض وجوده على الرؤوس..
حافظي عليه تخلعيه تحدثني صديقة وسبق أن كتبت قصتها مع الحجاب بشكل مفصل ،بأنها عندما كانت مسافرة على متن إحدى خطوط الطيران الأجنبية لفت نظرها شاب يهودي يتحرك بالطائرة وبالطبع أدركت أنه يهودي من ملابسه والقلنسوة التي يضعها على رأسها، وهي المسلمة أباً عن جد لا يدرك أي من الأجانب والركاب ما ديانتها ولا تستطيع توجيه الرسالة بدينها إلا بالحجاب،لتكون رحلتها مع الحجاب..
وهذا المعنى والرسالة من الحجاب تدعو الكثيرين لمحاربته، ومن الأفكار الغريبة والمضحكة في الوقت ذاته هو ما تظنه الأجنبيات والغربيات من أن النساء المسلمات وفتياتهن يرتدين الحجاب بسبب عيوب برؤوسهن أو أن لا شعر لديهن!!
حافظي عليه تخلعيه الحجاب نور وهيبة ومن يصرح بأن الحجاب حجاب العقل والتفكير وأن هذه القطعة من القماش لا تقدم ولا تؤخر، والكلام في الحجاب وما يقال من بعضهن من عدم اقتناعهن به إنهن بلا حجاب أكثر حشمة وسترا ممن يرتدينه من فتيات أو أشكال الحجاب الخطأ الذي انتشر كموضة أكثر من كونه حجاباً وستراً. او من يصرحن أن الحجاب سيخفي أناقتهن أو ما تقوله البعض أنه سيضيف سنوات لعمرها الحقيقي!!.. وغيره من مبررات لا معنى لها ولا وجود إلا بخيال وتفكير من غلب عليهن سلطان الهوى على سلطان الدين والضمير والحق.. ولا معنى لتعميم خطأ استغلال الحجاب لأغراض في نفوس البعض المريضة! أين هن من كون الحجاب فريضة شرعية وأن الله سبحانه وتعالى فرضه على النساء؟ وأين هن من ارتدائهن غطاء الصلاة والوقوف أمام رب العالمين؟
والمضحك والمحزن والمخجل للأسف أن هناك من بعض الرجال من يرفض أن ترتدي ابنته أو شقيقته أو زوجته الحجاب، ليتباهى برؤوسهن أمام خلق الله أينما حل أو ارتحل، بعد أن عدمت الغيرة من قلوبهم وطارت!!
حافظي عليه تخلعيه حزنت وتألمت عندما شاهدت شكل الحجاب وما آل إليه في بعض المدارس الخاصة من كونه قطعة صغيرة أو «إيشارب» يكشف أكثر مما يغطي، ويؤلم النفس ويحزنها بأن هذه الأكاديمية الكبيرة أو تلك بها أعداد كبيرة من غير المسلمين والذي يتضح من الوهلة الأولى مع وجود المسلمات والمواطنات والمقيمات العربيات بأن الحجاب غائب ولا حضور له إلا باستحياء حيث ترتدي بعضهن إيشارباً صغيراً بريح أو جري أو لهو سيقع ويطير ويذهب مع الريح!!
نحزن عندما نشاهد بعض الأمهات محتشمات وبناتهن معهن بكامل السفور والشعر يتهاوى ويتطاير يمينا وشمالا!!
- الحجاب نور ، وجمال وستر ويكفي قبل ذلك كله أنه فريضة من الله ولا ننتظر الفتاة الصغيرة أن تقرر إن كانت سترتدي أم لا أو أن تصل للمرحلة الإعدادية لتقرر ارتداءه من عدمه، واجب الآباء تدريبهن على ارتدائه ومرافقته ولا ننسى أهمية الصحبة والقدوة التي تدفع الطفلة والفتاة لارتدائه والاعتزاز والفخر به أينما كانت ليكون لها نورا دائما دنيا وآخرة والكلمة الطيبة والنصيحة الصادقة تترك أثرها في قلوب الفتيات والنساء والجميع متى كانت صادقة من القلب في نصيحة غالية لتنيري بنور حجابك ليكتمل نورك.. وبالحجاب والستر دمتم سالمين