باحث ألماني: 120 مليون امرأة يستخدمن حبوب منع حمل "هرمونية"
بعد مرور نصف قرن على اختراع حبوب منع الحمل، يرى الكثيرون أنها جعلت الحياة أكثر سهولة لملايين النساء في مختلف أنحاء العالمن وقد طرح أول عقار لمنع الحمل يؤخذ عن طريق الفم ويعرف باسم "إيفونيد" في الولايات المتحدة في 18 آب (أغسطس) 1960، وسرعان ما انتشر في دول أخرى، وبعد هذا التاريخ بعام واحد تمكنت النساء في ألمانيا - على سبيل المثال - من البدء في استخدامه.
وتصف السيدة أليس شوارز وهي عضو في إحدى الحركات النسائية الألمانية حبوب منع الحمل بأنها نقطة تحول وعلامة بارزة على طريق تحرير المرأة، كما وصفت نفسها بأنها تنتمي لجيل النساء الذي تخطى سن الخصوبة قبل ظهور هذه الحبوب، وقالت إن هذا الجيل كان يعيش في خوف من حدوث حمل غير مرغوب فيه، وأعربت عن اعتقادها بأن كارل ديراسي وهو باحث أساسي في عملية إنتاج حبوب منع الحمل يستحق إقامة نصب تذكاري باسمه.
وتقول مورين كرونين كبيرة الأطباء بشركة "باير شيرينج" للأدوية وهي تشير إلى نتائج دراسة أجريت في أوروبا على نحو نصف مليون سيدة، إن ابتكار حبوب منع الحمل بالإضافة إلى إمكانية إجراء عمليات الإجهاض يعدان إنجازين مهمين لتحسين نوعية الحياة للنساء.
وفي المقابل كانت صحيفة "أوبزرفاتوري رومانو" الناطقة بلسان الفاتيكان صريحة للغاية في انتقادها لحبوب منع الحمل حيث تنظر إليها باعتبارها تمثل تهديداً ليس فقط للفضائل الإنسانية ولكن أيضاً لحياة البشر، وقالت في مقال نشرته في كانون الثاني (يناير) 2009 إن "أطنان الهرمونات" التي ابتلعتها السيدات اللاتي يتناولن الحبوب ويتم تدويرها عن طريق الإخراج أفسدت البيئة وأصابت الرجال بالعقم، وأكدت أن هذه الحبوب تعد سبباً مهماً في زيادة معدلات فقدان الخصوبة لدى الرجال في العالم الغربي.
وبينما لم يتم إثبات الخطر المزعوم للحبوب على خصوبة الرجال تم الاعتراف بالآثار الجانبية لها على النساء مثل الاكتئاب وزيادة الوزن، والأكثر خطورة من ذلك زيادة مخاطر الإصابة بالجلطات خاصة بين النساء الأكثر وزناً وفوق عمر الـ30 والمدخنات، وينصح أطباء أمراض النساء بأن توازن المرأة بين منافع وأضرار استخدام الحبوب، ويحذر المنتقدون لاستخدامها من أنها يمكن أن تتسبب في الإصابة بالسرطان.
ويشير نوربت بول أستاذ تاريخ ونظرية وأخلاقيات الطب بجامعة ماينز الألمانية إلى أن ما يصل إلى 120 مليون سيدة في مختلف أنحاء العالم يستخدمن مانعاً للحمل يحتوي على هرمون.
ويقول إن هذه الأنواع من الموانع شائعة في شمال ووسط أوروبا حيث يوجد ما نسبته بين 40 إلى 60% من السيدات في عمر الإنجاب يتناولن الحبوب يومياً.
ويوضح البروفيسور بول أنه في كثير من الدول الإسلامية تستخدم السيدات المتزوجات هذه الحبوب لتنظيم النسل، كما أنها تمنح السيدات فترة زمنية للراحة والتعافي بين كل حمل وآخر، بالإضافة إلى ذلك تستخدم السيدات المسلمات الحبوب لتأخير الدورة الشهرية حتى يستطعن أداء فريضة الحج.
وثمة تغيير لا يختلف عليه أحد جلبته الحبوب للعالم وهو الفصل بين الجنس والتكاثر، ومع ذلك يقول البروفيسور بول إنها تعد خطوة مهمة على طريق التحكم في الحياة والذي بلغ الذروة بإمكانية الإنجاب عن طريق المختبرات ما يمثل ثورة اجتماعية، وإذا كانت الحبوب مكنت الإنسان من ممارسة الجنس دون إمكانية الإنجاب فإن المختبرات مكنته من الإنجاب دون ممارسة الجنس