أنتِ......ما أنتِ.... ليلٌ يتموجُ بين الإشراقاتِ ليعلَّمها فنَّ التَّضاد......زمنٌ يتدرَّجُ بينَ اللقاءاتِ ليدفعها مع مركبِ ريحِ النّسيان..........أنتِ......وكم أنتِ.......أبجديَّةٌ مبعثرةُ الأحرفِ والنَّقشات تدقُّ كناقوسٍ للغافلين........براعمُ تحتمي بأمطارِ الشّتاء وتتَّخذُ من صفيرِ الريحِ وشاحاً يدفِّئُ أشلاءَها المتناثرة........أنتِ......كيفَ أنتِ؟.......بحرٌ يسقي العطاش من أمواجهِ الثائرة.........شجيرةٌ تنتظرُ الوفاءَ من جذرِها وتستمرُّ في النّهوضِ بقامتها لتمتشقَ الأثير وتتربع بينَ لفحاتهِ.........أنتِ......ماذا أنتِ؟......كلمةٌ تدخلُ القلوبَ بشاعريَّةِ الثلوج وتستقرُ بينَ الأحشاءِ كنسمةٍ مجنونة..
بوحُ الأقحوان الصَّامتِ الذي يأسرُ النَّظراتِ ويوقفُ أزمانَ التَّساؤلاتِ والإجاباتِ ليعودَ بالإنسانِ إلى نقطةِ الذُّهولِ المطلق........
أنتِ.......هل أنتِ؟...........
اسمٌ خارجٌ عن المعاجمِ وقاعدةٌ شاذَّةٌ عن القواميسِ تقتحم لحظاتِ الصَّمتِ والوحدة؟.......
حلمٌ يتدرَّجُ في المستحيلِ ويجولُ بينَ أصواتِ الأماني ليوقظَ نبراتِها ويرفعَها.........
صمتٌ يعلِّمُ الكلامَ وفنَّ النّسيانِ والذَّاكرة ووعيَ عيشِ الحياةِ بحقّ..........
أنتِ......ما اسمك؟..........
ربيعٌ لا يأتي بعدَ الصَّيفِ بل يعترضُ الأمكنةَ والأزمنةَ ويجالسُ العاشقين على مقاعدِهم الخشبيَّةِ ويسامرُ المتألِّمين تحتَ أنوارِ القمرِ الخجولةِ.......
سحابةُ صيفٍ تعترضُ صمتَ الشّتاءِ المدوي لتجعلَ من العناصرِ خيوطَ أملٍ بزمنٍ أجمل......
أنتِ....... نعم أنتِ.......
وردٌ فريدٌ ينشرُ الجمالَ عطراً يطهِّرُ دنسَ القلوبِ وظلامَ الأيَّامِ............
اسمكِ طبيعةٌ تعلِّمُ أصولَ القوَّةِ بجبالِها وحقَّ العيشِ بنباتاتِها ,..وتُعرِّفُ الأملَ في الحياةِ بأنَّهُ بسمةٌ تليها دمعةٌ,......وعبرةٌ تسبقها ضحكةٌ عابرةٌ......
إنَّكِ كلوحةٍ خطَّها الزَّمانُ لتكونَ هي بلسمَ الجراحِ وترياقَ الآلامِ التي تعصرُ القلب....
أنتِ..... هذه أنتِ كما كنتِ و ستبقين .......
نسجٌ يتخلَّلُ الأيَّامَ ويسكنُ الأزمنةَ والأحلامَ ,يتَّخذُ القلوبَ موطناً والأفكارَ مكاناً.......
أنتِ ........نعم كما أنتِ .......حبيبتي....
أرجو التَّعليق....