الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى اله وصحبه اجمعين...
بحثي هذا بعنوان النوم واليقظة حيث يعتبر النوم عملية ضرورية للكائن الحي كما هي اليقظة إذ لا يستطيع الانسان ان يستمر في حياته بدون نوم وكذلك اليقظة تعتبر مهمة ومماثله له لذلك أن النوم عملية فسيولوجية ونفسية شبيهة باليقظة. ولما كان الجسد الإنساني هو ذاته في حالتي النوم واليقظة، فإن ضرورة النوم وأهميته تعادلان ضرورة اليقظة وأهميتها.
لذلك جمعت في هذا البحث ما يلي:
اولا: الفرق بين النوم واليقظة والحلم
ثانيا: تجربة النوم واليقظة
ثالثا: النوم بلا حلم
الموضوع
الفرق بين النوم واليقظة والحلم:
1- حالة اليقظة: تُعرَف حالة اليقظة بأنها تشمل التفكير والشعور في حضور الموضوعات الملموسة أو المحسوسة. وتُدرَك الموضوعات هذه من خلال الأعضاء الخمسة للإدراك الحسِّي.
2-حالة الحلم: تشمل، من وجهة نظر اليقظة، حالة التفكير والشعور فقط. ومع ذلك، نقول: إن الحالم لا يفكر بأنه يحلم لأنه، بحسب تجربته، يدرك الموضوعات الملموسة والمحسوسة أيضاً. وهكذا ينطبق تعريف حالة اليقظة على حالة النوم.
3- النوم: عملية استغراق داخلي وغيبوبة تفعل فيها النفس أكثر من العقل.
يترتب علينا هنا أن نطرح السؤال التالي:كيف يكون النوم استغراقاً أو غيبوبة؟
في إجابتنا عن هذا السؤال نحاول أن نقارن بين عمليَّتي اليقظة والنوم. تُعَدُّ اليقظة عملية تفكير وشعور في حضور الموضوعات الملموسة أو المحسوسة. فنحن لا ننام إلا عندما يبطل تفكيرنا في هذه الموضوعات أو ينصرف عنها. لذا يصعب على أي إنسان أن يستسلم للنوم وهو يفكر في أمور خاصة أو معينة. على هذا الأساس، نسمِّي النوم استغراقاً أو غيبوبة، أي ولوجاً إلى عالم الداخل. ولكي نتفهم عملية الاستغراق وندركها، يجب علينا أن نقدم مثالاً على حالة التفكير.
في هذه الحالة، نفهم أن الفكر يتَّجه إلى الموضوعات الخارجية المحسوسة أو الملموسة. ويظل الفكر يقظاً ما دام يدرس موضوعاته، ويتدرَّج في فهمها، من أدنى مستوياتها إلى أعلاها، ويصنِّفها ويعبِّر عنها بحسب أشكالها ومفاهيمها، ويحاول أن يدرك تعقيدها. وتكون الحواس الخمس الوسائل الأولى المباشرة لتفكير الإنسان في حالة اليقظة. وعلى هذا الأساس، لا يتسنَّى للإنسان أن ينام وهو في حالة تفكير، إذ يظل العقل مشغولاً بحضور موضوعاته.
تجربة النوم واليقظة:
أ. لا نتوقف عن الوجود ونحن نائمون – هذا، على الرغم من أن كل تجربة فردية أو موضوعية تكون قد اختفت. فالنوم بلا حلم هو حالة الكيان اللامشروط؛ ونعني أن المبدأ الذي يعلو الصفات والحوادث الخاصة بالموضوعية يبقى في حالة النوم.
ب. نعي بعد الاستيقاظ أننا قد نمنا بعمق. هذا، على الرغم من أن انعداماً كهذا لا يُختَبَر أبداً. فالنوم العميق هو حالة اللاثنائية. وبقولنا هذا، نقصد أن مبدأ الوعي يبقى دون أن يبدو أنه يتخذ ثنائية فكر واعٍ وموضوعه. والحق هو أن العقل لا يكون غائبا كلِّياً، وإلا فإن الإحساسات لا تثير النائم.
ت. إننا نستمتع بالنوم العميق. فهو إذن حالة الاكتفاء الروحي. وتشبه هذه الحالة الفترة الزمنية التي تفصل بين فكرتين.
يقال إن الجسد الحالم والعقل الحالم يفعلان أو يفكران في الأشياء التي يقدر أن يعقلها أو يفكر فيها الجسد المستيقظ أو العقل المستيقظ. ويكون هذا صحيحاً بالنسبة للأجساد وليس بالنسبة للأفكار. إنني أقدر أن أتخيَّل أني أصادف أمواتاً أو أحادثهم، أو ألتقي أناساً لا أعرفهم في تجربة يقظتي، كما أتخيل أن هذه المصادفة قد حدثت في هذا العالم أو في عوالم أخرى أو في هذه الحقيقة أو تلك، كما أستطيع أن أحلم بأنها موجودة فعلاً. وعلاوة على ذلك، أستطيع أن أتخيَّل، كما يمكنني أن أحلم، أن جسدي في حالة صحية أخرى أو في حالة عمر آخر، أو أن عقلي يعمل بشكل أو بآخر.
إذ يبدو التفكير في حالة اليقظة بأنه إرادي أحياناً ولا إرادي أحياناً أخرى، يبدو الحلم، من وجهة نظر المستيقظ، لا إرادياً على نحو دائم. ويُعَدُّ هذا القول خطأ، وذلك لأن دخولنا إلى حالة الحلم لاإرادياً يعني دخولنا إلى حالة اليقظة لاإرادياً أيضاً. ولكن يبدو أننا نختار أفكارنا في الحلم وفي اليقظة على السواء.
النوم بلا حلم:
هو تلك الحالة التي تختفي فيها الثنائية الظاهرية للفكر والموضوع. وتقوم صفته السلبية على انعدام النشاط العقلي الذي يتضمن التفكير والشعور والإدراك الحسي. أما من وجهة نظر خاصة، فإن النوم بلا حلم يتصف بالإيجابية. وهكذا، لا يكون انعدام النشاط العقلي ميِّزته الحقَّة. وينتج عن هذا ما يلي: عندما نتكلَّم عن النوم بلا حلم وعن غياب النشاط العقلي ونقول، لدى الاستيقاظ، إننا نمنا بعمق ولم نعرف شيئاً، يعني أننا ننظر إلى هذه الحالة فقط من وجهة نظر الثنائية. وخلاصة لهذه المقارنة نقول: إن النوم بلا حلم حالة لامعرفة. لذا، لا يمكن تطبيق أي اصطلاح إيجابي لتجربة يقظتنا على تجربة نومنا. ومع ذلك، توجد مظاهر إيجابية ثلاثة للنوم تساعدنا معرفتها على معرفة طبيعته الحقة.
في حالة النوم، إذ يستسلم الإنسان للنعاس، أو يستغرق في تأمله الشعوري أو في فكره اللطيف، نلاحظ أربعة أمور:
1. النوم استسلام لعالم فكري جديد أو مختلف نوعاً ما.
2. النوم انقطاع عن عالم فكري ماضٍ نوعاً ما.
3. الحلم صلة بين العالمين المذكورين وتعبير عنهما.
4. النوم استغراق في عالم جديد.
تتحقق الحالات الأربع المذكورة على النحو التالي:
أ. لا يتم النوم، في حالاته كلها، إلا بعد انقطاع عن عالم الموضوعات الخارجية. فالإنسان لا ينام مادام يفكر في موضوع.
ب. لا يتم النوم إلا بعد الاستسلام لموضوع داخلي أو باطني. فالإنسان لا ينام إلا بعد أن يسهو عن عالمه الخارجي أو ينصرف عنه.
ت. لا يتم النوم إلا بعد استغراق في العالم الجديد، ونعني، بعد الانقطاع التام عن عالم الموضوع وحضور الأشياء بأشكالها والولوج إلى عالم الداخل.
نستنتج مما تقدَّم أن النوم عملية فوق عقلية، يستحيل أن تتم ما لم ينصرف العقل عن موضوعاته الخارجية وذلك لكي يغوص في صور موضوعاته الداخلية عن طريق التأمل والاستغراق. وعلى هذا الأساس، نقول: إن النوم عملية نفسية أكثر منها عملية عقلية لأن انصراف الدماغ عن موضوعاته يسهِّل عليه النوم..
وكل تعلق بالموضوع الخارجي يؤدي إلى الأرق أو صعوبة النوم. إذن، فالنوم عملية نفسية وعقلية، داخلية وباطنية، يغوص الإنسان أثناءها في عالم كيانه حاملاً معه صور حياته بكلِّيتها.
وجدير بالذكر أن نقول: لا يتوقف العقل في عملية النوم بل يقوم بعملية تفكير جديدة قوامها الصور، ومجردة من حضور الموضوعات، ويتخلص من ثنائية التفكير المألوفة في حالة اليقظة؛ أي أنه لا ينقسم إلى ازدواجية الفكر والموضوع...
والنوم حالة للبدن يتبعها غور الحرارة الغريزية والقوى إلى باطن البدن لطلب الراحة وهو نوعان طبيعي وغير طبيعي . فالطبيعي إمساك القوى النفسانية عن أفعالها وهي قوى الحس والحركة الإرادية ومتى أمسكت هذه القوى عن تحريك البدن استرخى واجتمعت الرطوبات والأبخرة التي كانت تتحلل وتتفرق بالحركات واليقظة في الدماغ الذي هو مبدأ هذه القوى فيتخدر ويسترخي وذلك النوم الطبيعي .
وأما النوم غير الطبيعي فيكون لعرض أو مرض وذلك بأن تستولي الرطوبات على الدماغ استيلاء لا تقدر اليقظة على تفريقها أو تصعد أبخرة رطبة كثيرة كما يكون عقيب الامتلاء من الطعام والشراب فتثقل الدماغ وترخيه فيتخدر ويقع إمساك القوى النفسانية عن أفعالها فيكون النوم .
التوصيات
قيام محاضرة تبين أهمية النوم الصحي وأثره في التعلم .
تنبيه الناس عن عدد الساعات الواجب على الشخص نومه وأثر النوم إذا زاد عن وقته .
الخاتمة
نعم الله سبحانه وتعالى على عباده كثيرة لا تحصى وأحد هذه النعم نعمة النوم واليقظة. وأكثر من يشعر بأهمية هذه النعمة من يعاني من مشاكل واضطرابات في الحالتين. ولقد تعلمنا أن هناك فروق بين النوم واليقظة فلى يصح أن نقول أن نومنا لساعات (يقظة ) .