أيتها الأشياء.....أم ماذا أسمِّيكِ ؟؟......
أيَّتها العوالمُ المجهولة......
يا سحبَ السَّماءِ...........وكلّ ما يكتنز حناياكِ....
يا نجومَ المساءِ التي تنظرُ إلى الأرض.....
أشكو إليكِ حالي لعلَّكِ تستطيعين السَّفرَ بي إلى دنيا الأحلام....أو علَّك أيها القمرُ تكونُ شاهداً على حزني وكآبتي............ولماذا ؟..لكنَّنا الآن وفي كلِّ زمانٍ نمطرُ ابتسامات....
وأنتِ أيتها الشَّمس التي تتبادل والأرض نظراتِ الحبِّ والهيام..إنَّكِ الشُّروق....... نعم ها هو فجركِ يتناثرُ على جسدي التَّعب ....لا تتركيني عزلى عن أيِّ نظرة..........
وأنتِ يا نجمةٌ تمعنُ في الأحلام.....أرسلْتُ إليكِ أمنياتي.......ودعوتُ ربِّي أن تصلَ الأنغام....إنَّها أحزاني وآلامي ....شاركيني ولو بدمعة.......ساعديني ولو بقطرة......أسعفيني ولو بنظرة........واسمعي....فلتعشقي فيَّ الحلمَ الذي لا يموت،والحبَّ الذي يفني أذنابَ الحقدِ ويأبى السّكوت....ولتبعثي بمراكبكِ ....نعم((قوس قزح))..لتلوّنَ أيَّامي وسأرسلُ لكِ أوقاتي والخيالات, فالسّرُّ حقّاً ليسَ في المعنى على السطور، بل بما يتخلَّلُ الكلمات.....بما يمتدُّ بينَ الأحرفِ ليخبركِ عن حالي.........
ونعم أيها القمر.....سلّمني أنواركَ الفضية.....لعلَّها تهدِّئ من نفسي التوَّاقة إلى الرَّاحة......إنّي الآن أبكي.........ولماذا؟ ؟....نفحاتٌ من الهواءِ تنسِّمُ على وجهي الرَّطب.......نعم إنّي أبكي....أذرفُ ما تبقَّى من دموع....إنَّها آخرُ ما أملك....أبعثها إليكِ مع الأثير......لو تسمعيني يا كلّ نجومِ السَّماء........لو أصلُ إليكِ....أخبري زهورَ الحديقةِ والأقحوان أنّي على وعدي,سأمرُّ قبلَ رحيلي وأسقي عوالمها البريئة لأن دنياي أصبحت فارغة....لم أعد الآن أفهمُ حتَّى نفسي........ولتعلمي أشجارَ المساء,أن سأزورها قبلَ الرَّحيل, وسجّلي موقفَ الوداع....لأنّي سأكتبُ على جدرانِ الأثيرِ معاناتي......
سأخطُّ على صحفِ النَّسيمِ فرحي..........وأصنعُ من رياحِ الشّتاءِ حماماً زاجلاً.........
ومن سنَّارة أوراقِ الخريفِ أحلامي...نعم........سأسافرُ إلى تلكَ العوالمِ المجهولة, ولتخبري ألوانَ الغروبِ والشَّفقِ أنِّي راحلةٌ ولن أعود....أنّي آتيةٌ وأنا أبكي... وأنا أقدّمُ آخرَ دمعاتي.....
فلتذكري العبرات..............
فلتذكري الأحلامَ والكلمات.........
ولتنسي أنِّي كنتُ يوماً في موقفِ وداع.........
سيما