تعريفه : هو إخراج ما بعد أداة الاستثناء من حكم ما قبلها , أي إخراج المستثنى من حكم المستثنى منه .
أركان أسلوب الاستثناء: 1. المستثنى منه - 2. أداة الاستثناء - 3. المستثنى .
مثال : جاء الأطفالُ إلاّ خالداً .
تقسم أدوات الاستثناء بين اسم وفعل وحرف .
الحروف : إلاّّ - الأسماء : غير و سوى - الأفعال : خلا , حاشا , عدا .
أنواعه :
1. الاستثناء التام - 2. الاستثناء المفرغ .
1. الاستثناء التام : هو الاستثناء الذي يكون فيه المستثنى منه مذكوراً في الجملة , ويقسم إلى :
أ. التام المتصل : وهو الذي يكون فيه المستثنى من جنس المستثنى منه .
مثال : قام التلاميذ إلا زيداً .
إلا: أداة استثناء , زيداً: مستثنى ب (إلا) منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
وقوله تعالى : {فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا} (14) سورة العنكبوت .
وقوله تعالى : {فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ} (170-171) الشعراء .
ملاحظة : نعني بالتام : أي تام الأركان
الثلاثة , ونعني بالمتصل : أي المستثنى والمستثنى منه من جنس واحد , ونعني
بالمثبت : أي غير مسبوق بنفي أو نهي أو استفهام .
ب. التام المنقطع : هو الذي يكون فيه المستثنى غير المستثنى منه , أي ليس من جنسه , ومثال ذلك قولنا :
احترقت الدار إلا الكتب .
إلا: حرف استثناء , الكتب : مستثنى بـ (إلا) منصوب وعلامة نصبه الفتحة .
وقوله تعالى : {فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلاَّ إِبْلِيسَ } (31-30) سورة الحجر .
إبليس: ليس من جنس الملائكة .
وقولنا : وصل المسافرون إلا أمتعتهم .
ملاحظة : إذا جاء قبل أداة الاستثناء كلمة ( شئ , حاجة , أحد ) يكون نوع الاستثناء تام .
قال الشاعر :
سَأَلتُكَ أَلّا تَسأَلَ اللَهَ حاجَةً سِوى عَفوِهِ ما دُمتَ تُرجى وَتُسأَلُ
حكم المستثنى بـ (سوى) جواز النصب أو الإتباع على البدلية , سوى : مفعول به منصوب .
2. الاستثناء المفرغ : ويكون فيه
الاستثناء ناقصاً منفياً أو شبه منفي ( نهي , استفهام ) , وذلك أن المستثنى
منه يكون محذوفاً , وفي هذه الحالة تعرب (إلاّ) أداة حصر , ويعرب الاسم
الواقع بعدها حسب موقعه من الجملة وكأن (إلاّ) غير موجودة . وسمي مفرغاً
لأنه مفرغ من المستثنى منه وما قبل الأداة متفرغاً ليعمل في ما بعدها ,
وإليك الأمثلة الآتية :
ما قام إلاّ محمد ---> فاعل . ما مررت إلاّ بمحمدٍ ---> جار ومجرور .
ما لبست إلاّ ثوباً ---> مفعول به منصوب .
وقوله تعالى : {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا } (286) سورة البقرة . وسعها: مفعول به ثاني .
وقوله تعالى : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ } (144) سورة آل عمران رسول : خبر مرفوع .
وقوله تعالى : {إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ } (20) سورة الملك . في غرور : في محل رفع خبر .
وقول الشاعر :
وَلي شُهرَةٌ يَشتاقَها كُلُّ ماجِدِ وَما الدَّهرُ إِلاّ مِن رُواةِ قَصائِدي
من رواة : في محل رفع خبر .
ملاحظة1 : إذا جاء بعد أداة الاستثناء شبه جملة أو جملة اسمية أو فعلية يكون الاستثناء مفرغاً .
2 : الاستثناء المفرغ لا يكون إلا في الجملة المنفية فقط .
وإذا أردنا أن نتحقق من أن الاستثناء مفرغ , نقوم بحذف أداة النفي
الموجودة في الجملة وأداة الاستثناء فيبقى المعنى مستقيماً للجملة . واليك
الأمثلة :
قوله تعالى : { إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ} (31) سورة يوسف . والتقدير في غير القرآن : هذا ملك كريم.
وقوله تعالى : { وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ } (135) سورة آل عمران . والتقدير : يغفر الذنوب الله .
وقول الشاعر :
هل غير حبك بث الداء في كبدي .............. والتقدير: حبك بث الداء في كبدي.
ـــــــــــــــــ
ملاحظة : إذا طلب منك أن تجعل الاستثناء المفرغ استثناء تاما , تضيف :
- كلمة (أحد) إذا كان بعد أداة الاستثناء اسم عاقل .
- كلمة (شئ) إذا كان بعد أداة الاستثناء اسم غير عاقل .
مثال :
والله ما أطلقك إلا الله ــــــ استثناء مفرغ . وزاري – 2001 –
والله ما أطلقك احد إلا الله ــــ استثناء تام .
ما اشتريت إلا كتاباً ـــــــ استثناء مفرغ .
ما اشتريت شئً إلا كتاباً ـــــ استثناء تام .
( غير ـ سوى ) :
وهما اسمان يفيدان الاستثناء ويقومان مقام ( إلاّ) وما بعدها , وهما
مضافتان وما بعدهما مضاف إليهما , أي يأخذان إعراب الاسم الواقع بعد (إلاّ)
.
مثال : قال الشاعر :
ولم يبقَ سوى العدوا نِ دِنّاهم كما دانوا
وقول الشاعر :
مَن لِعَبدٍ أَذَلَّهُ مَولاهُ ما لَهُ شافِعٌ إِلَيهِ سِواهُ
* أحكام إعراب المستثنى (الاسم الواقع بعد إلاّ) , وإعراب المستثنى بـ (غير و سوى ) لأنهما يعتبران هما الأداة وهما المستثنى في آن واحد :
1. يعرب الاسم الوقع بعد (إلاّ) مستثنى بـ
(إلاّ) منصوباً ( أي واجب النصب ) , و (غير و سوى ) منصوبتين , ويعرب
الاسم الواقع بعدهما مضافاً إليه إذا كان الاستثناء تاماً , أي تام الأركان
الثلاثة , وغير مسبوق بنفي أو ما شابه النفي ( النهي و الاستفهام ) .
واليك الأمثلة :
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} (1-2) المزمل . قليلاً : مستثنى منصوب بالفتحة .
قال الشاعر :
(لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها) الحماقة : منصوب بالفتحة.
وقول المتنبي :
(وَدَع كُلَّ صَوتٍ غَيرَ صَوتي فَإِنَّني أَنا الصائِحُ المَحكِيُّ وَالآخَرُ الصَدى)
الكلام مثبت , المستثنى منه : كل صوت , فكحم غير واجب النصب .
وقول الشاعر :
وكل مصيبات الزمان عرفتها سوى فرقة الأحباب هينةِ الخطبِ
الكلام مثبت , المستثنى منه : كل مصيبات الزمان , فحكم سوى : واجب النصب .
وقولنا : حضر الطلاب غيرَ خالدٍ , رأيت الطلابَ سوى محمدٍ .
ملاحظة : هناك حالة يكون فيها المستثنى واجب النصب إذا تأخر المستثنى منه والمستثنى بعد الأداة .
مثال : قام إلا زيداً القومُ . المستثنى : زيداً , حكمه : واجب النصب .
وقول كميت الأسدي :
فَمَا لِيَ إلاّ آلَ أحمدَ شيعةٌ وَمَا لِيَ إلاَّ مذهبَ الحَقِّ مَذهبُ
المستثنى: آلَ , مذهب : واجب النصب .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
2. إذا كان الاستثناء تاماً , أي تام
الأركان الثلاثة , ومسبوق بنفي أو ما شابه النفي (النهي أو الاستفهام) ففي
هذه الحالة يجوز لك أن تعرب المستثنى بـ (إلاّ , غير , سوى ) على وجهين :
أ. أن يكون منصوباً على الاستثناء , أي جواز النصب , واليك الأمثلة :
ـ ما قام الطلاب إلا زيداً . زيداً: مستثنى منصوب .
ـ لا يشك في المخلص أحدٌ غير الضعفاء . غيرَ: مستثنى منصوب .
ـ هل مررت بأحدٍ غير خالدٍ . غيرَ: مستثنى منصوب .
ب. أن يكون بدلاً من الاسم الذي قبله , أي بدلاً من المستثنى منه , وتعرب إلاّ أداة حصر , وإليك الأمثلة :
ـ ما قام الطلاب إلاّ زيدٌ . زيدٌ : بدل من الطلاب مرفوع مثله .
ـ لا يشك في المخلص أحد غيرُ الضعفاء . غيرُ : بدل من أحد مرفوع مثله .
ـ ما جاء اللاعبون سوى الحارس . سوى : بدل من اللاعبين مرفوع مثله .
3. ويعرب المستثنى حسب موقعه من الجملة إذا كان الكلام منفياً والمستثنى منه غير موجود .
واليك الأمثلة :
ـ لم يبقَ في المدرسةِ إلا المديرُ . المدير : فاعل مرفوع .
ـ ما لبست إلا ثوباً . ثوباً : مفعول به منصوب .
ـ ما رأيت غيرَ علي . غير : مفعول به منصوب .
ـ لم يبقَ سوى طالبٍ . سوى : فاعل مرفوع .
ـ قول الشاعر :
وإذا تباع كريمة أو تشترى فسواك بائعها وأنت المشتري
سوى : مبتدأ , وبائع : خبر .
ـ قال الشاعر :
وما الدنيا سوى حلمٍ لذيذ تنبهه تباشير الصباح
الدنيا : مبتدأ , سوى : خبر .
ـ وقوله تعالى : { وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ} (9) سورة البقرة .
أنفسهم : مفعول به منصوب .
استبدال ( غير و سوى ) بـ (إلاّ) :
أي استبدال الاسم بالحرف وبالعكس
* إذا كان بعد ( غير و سوى ) ضمير متصل مثل
: (غيرك أو سواك ) وطلب منا أن نستبدلها بـ (إلا) , فإن كان حكم ( غير
وسوى ) النصب , نأتي بعد الأداة ( إلا) بضمير نصب منفصل ( أيا) مضافاً إليه
الضمير الذي كان متصلاً بـ ( غير و سوى ) واليك المثال التوضيحي :
ـ جاء المعلمون غيرك . بعد الاستبدال نقول : جاء المعلمون إلا إياك .
ـ وقول المتنبي :
فما لي شفيع عند حسنك غيره ولا سبب إلا التمسك بالودِ
س/ استبدل اسم الاستثناء الوارد بحرف مع الضبط التام ؟ وزاري
ج/ فما لي شفيع عند حسنك إلا إياه ولا سبب إلا التمسك بالودِّ
هذا الجواب على حكم جواز نصب المستثنى . وإذا كان على حكم البدلية يكون الجواب :
فما لي شفيع عند حسنك إلا هو .
* إذا كان بعد ( غير و سوى ) اسم ظاهر وطلب منا الاستبدال بـ ( إلا ) فهنا يجب أن تحول حركة ( غير و سوى ) إلى الاسم الذي يليها ثم نحذف ( غير و سوى ) ونضع ( إلا ) بدلاً عنها . واليك المثال التوضيحي :
ـ لا يعمل غير خالد . بعد الاستبدال نقول : لا يعمل إلا خالدٌ . وهكذا ......
( خلا – عدا – حاشا )
وهي كلمات تستعمل بمعنى (إلاّ) في الدلالة على الاستثناء ولها حالتان :
1. تستعمل فيها هذه الكلمات أفعال ماضية وذلك إذا سبقت بـ (ما ) المصدرية , ويعرب
الاسم الواقع بعدها مفعول به , كقولنا : يموت الناس ما
خلا العظماء َ. العظماء : مفعول به . وقول الشاعر :
ألا كل شئ ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل
ما: مصدرية , خلا : فعل ماضي مبني على الفتحة المقدرة , الفاعل ضمير مستتر, الله: مفعول به منصوب.
2. وفيها يجوز لك أن تعرب ( عدا , خلا , حاشا ) على وجهين بشرط أن لا تكون مسبوقة بـ (ما) .
أ. أن تعرب أفعال ماضية والاسم بعدها منصوب على انه ( مفعول به ) . مثال :
وصل المتسابقون عدا المهملين .
ب. أن تعرب حروف جر , وما بعدها مجروراً بها , مثال :
جاء الطلاب عدا سعيدٍ أو عدا سعيداً .
مررت بالتلاميذ حاشا وليدٍ أو حاشا وليداً .
-انتهى-