يبدو
أن سلطنة عمان على وشك تحقيق إنجاز عربي غير مسبوق بتصنيع أول سيارة عمانية
التصميم والتنفيذ بالكامل، وفوق هذا كله تعمل بالكهرباء، وذات مواصفات
خرافية!فقد نشرت صحف عمانية مؤخرا خبرا جاء فيه: ((أكد سلطان بن حمد
العامري الرئيس التنفيذي لشركة (نور مجان) أن الشركة لا تزال في انتظار
الحصول على تصريح من شرطة عمان السلطانية لتصنيع أول سيارة كهربائية في
المنطقة العربية تحت مسمى (نور مجان)، مشيرا إلى أنه تم الحصول في وقت سابق
على موافقات مبدئية من بعض الجهات الحكومية من بينها وزارة التجارة
والصناعة ووزارة البيئة والشؤون المناخية. وردا على سؤال حول فكرة تصنيع
سيارة تعمل بالطاقة الكهربائية أجاب العامري قائلا: الفكرة جاءت في 2008
خلال زيارة لمدينة لندن حيث شاهدت هناك سيارة تسمى (ريفا) وكانت تبدو بشكل
قبيح جدا، ومن هنا جاءت فكرة صنع سيارة كهربائية بمواصفات مختلفة وبتصميم
مبدع وأنيق.. ثم قمت بزيارة مصانع السيارات في اليابان وأمريكا واستغرقت
فترة دراسة المشروع عاما كاملا.. عقب ذلك سعينا للحصول على التراخيص
المطلوبة من الجهات الحكومية التي أبدت تفاعلا كبيرا وتعاونا ملموسا.. ومن
المتوقع أن يقوم المصنع بإنتاج نحو 120 سيارة في العام بتكلفة إجمالية تبلغ
16 مليونا و200 ألف ريال.وحول المميزات التي تشتمل عليها السيارة الجديدة
قال: تعمل السيارة بقوة 800 حصان وتشتمل على 1437 قطعة يتم جلبها من مصانع 4
دول هي اليابان وأمريكا وألمانيا وهونج كونج حيث تم الاتفاق معهم في وقت
سابق، مشيرا إلى أن سعر السيارة سيكون متاحا أمام المستهلكين ما بين 27 و35
ألف ريال عماني. وأضاف: من المواصفات الأخرى للسيارة أن أجهزة التكييف
تعمل بخلايا الطاقة الشمسية من دون توقف أي على مدار 24 ساعة، وتقطع
السيارة 3600 كيلومتر قبل أن تحتاج إلى إعادة شحنها الذي يتم من مقبس
كهرباء عادي، وتم تزويدها بكراسي مساج وشاشة أمامية قطرها 8 بوصات، وأبواب
السيارة تفتح إلى الأعلى.. وقال: ستخضع 3 سيارات في حال اكتمال تصنيعها
والحصول على الموافقات المطلوبة لاختبارات الأمان في ولاية فلوريدا للحصول
على شهادة الجودة العالمية.. وأكد أن شركة (نور مجان) - التي تعمل في مجال
الابتكارات والاختراعات وترجمتها إلى واقع ملموس كمنتج تجاري - حصلت على
براءة اختراع وعلى حقوق الملكية الفكرية للسيارة الجديدة، مؤكدا أن السيارة
يتم الآن إنجازها وهي ابتكار وتصميم وليست تجميعا لقطع الغيار مثلما توجد
بعض مصانع السيارات في المنطقة العربية التي تقوم بتجميع قطع الغيار ثم
بيعها)) انتهى.أقول: هذا الخبر رائع بكل المقاييس، وجدير بأن يثير اهتمام
دولنا الخليجية كلها وخصوصا البحرين التي هي أكثر دول المنطقة احتياجا إلى
سيارات كهربائية تقلل من التلوث الجوي الكبير الذي تسببه انبعاثات الغازات
الضارة من عوادم مئات الآلاف من السيارات التي تجوب شوارعها ليل نهار، وكم
أتمنى لو تبادر حكومة البحرين عبر شركة (ممتلكات) أو أن يبادر القطاع الخاص
البحريني إلى دراسة الدخول في شراكة مع الشركة العمانية المذكورة لإنشاء
مصنع آخر لها في البحرين، فذلك يحقق فوائد جمة للمملكة وشعبها ولعله يقلل
من تكلفة إنتاج وبيع هذه السيارة عن المبلغ الكبير جدا المحدد لها حاليا
والذي يتراوح بين 27 و35 ألف ريال عماني (ما بين حوالي 26 و34 ألف دينار
بحريني) لتكون في متناول المواطنين المحدودي الدخل الذين يشكلون معظم أفراد
الشعب.