بسم الله الرحمن الرحيم
اللحـــن
ظهر اللحن في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أن فُتحت الشام وفارس ، ولكن العرب كانوا يستهجونه.
فقد رُوي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرَّ بقوم يرمون ، فاستقبح رميهم
.. فقال : " ما أسوأ رميكم " ، فقالوا :" نحن قوم متعلمين " .. فقال عمر :"
للحنكم أشد عليَّ من فساد رميكم ".. وهذا إنما حصل من الموالي والمتعربين
ولصعوبة تمييزهم أحوال المثنى والجمع في النطق .. كما يصعب ذلك على كثير
منا الآن !.
وقد اتفقت الروايات على أن كاتباً لأبي موسى الأشعري كتب إلى عمر بن الخطاب
( من أبو موسى الأشعري ) فكتب عمر إلى أبي موسى .. عزمت لما ضربت كاتبك
سوطاً .. وفي رواية كتب إليه أن " قنِّع كاتبك سوطاً " ويُظن أن هذا أول
لحن وقع في الكتابة ثم فشا اللحن حين نُقلت الدواوين من الرومية والقبطية
والفارسية وغيرها في عهد عبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك ومن
بعدهم
عوارض في لغة العرب
عرضت لبعض القبائل العربية عوارض في النطق فاشتهروا بها ..
( فالكشكشة ) مثلاً ، كانت تعرض في لغة بعض القبائل فكانوا يقلبون الكاف شيناً
فيقولون : ( ماجاء بش ) يقصدون " بك " وقرأ بعضهم " (قد جعل ربش تحتش سريا ) أي قد جعل ربك تحتك سرياً
وقلب الكاف شيناً في لغة أسد يسمى الكشكشة أو كشكشة أسد
أما ( العنعنة ) ، فكانت تعرض في لغة قبائل أخرى كتميم :
كانوا يبدلون العين همزة ، يقولون : ( ظننت عنك ذاهب ) أي أنك ذاهب
قال ذو الرمة :
أعن توسمت من خرقاء منزلة *** ماء الصبابة من عينيك مسحوم
أي : أ إن توسمت
وأما (اللخلخانية )، فكانت تعرض في لغة الخليج حيث أعراب الشحر وعمان كقولهم ( شاء الله كان ) أي : ما شاء الله كان
وأما ( الطمطمانية )، فكانت تعرض في لغة حمير ، يقولون : طاب امهواء ، أي : طاب الهواء
وقال بلغتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس من امبرِّ صيام في امسفر " أي : ليس من البر الصيام في السفر.
الحاسة اللغوية
يرون من حساسية العرب لمعاني اللغة في القرآن : أن أعرابياً سمع قارئاً
يقرأ " والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالاً من الله
والله غفور رحيم " فعجب وقال في نفسه كيف يأمرنا بالقطع و يقول والله غفور
رحيم ؟! ، ونادى الرجل وقال له " يا هذا ... عزَّ فحكم ، فأمر فقطع ، ولو
غفر ورحم لما أمر بالقطع ! ، أعد ما قرأته مرة أخرى ، فأعاد الرجل الآية
مرة أخرى فإذا صحتها " والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا
نكالاً من الله والله عزيز حكيم "
تصويبات لغوية :
- يقولون " فلانة إنسانة ممتازة " قياساً على قولهم " فلان إنسان ممتاز "
وهذا خطأ لأن " إنسان " اسم جنس ، قال في المصباح : الإنسان من الناس
اسم جنس يقع على الذكر والأنثى ، والواحد والجمع ، فيقال : " فلان إنسانٌ " و " فلانة إنسانٌ "
- يقول بعضهم " أخذت أراقب عن كثب " أو " جلست عن كثب " والأصوب " أخذت
أراقب الموقف من كثب " جاء في الأساس رماه من كثب أي : من قرب .. وفي
المصباح المنير ، هو يرمي من كثب .. قال الشاعر :
فهذان يذودان *** وذا من كثب يرمي
أي : من قريب
-يقولون : " مدرسة الصنائع " ، " تنشأ في بلادنا صنائع كثيرة " ويريدون
صناعات .. وهذا خطأ لأن الصنائع جمع صنيعة وهي الإحسان .. نقول : " صنائع
المعروف تقي مصارع السوء " الصواب : صناعات لا صنائع
- يقولون : أمَّا وقد حدث كذا فليكن كذا .. بتشديد " أمَّا " وهذا خطأ
والصواب : " أما " بتخفيف الفتحة على الميم لا بتشديدها نقول : " أما وقد
حدث كذا فليكن كذا .. "
- يقولون : " فلان حران " يقصدون متأثر بشدة الحر وهذا خطأ لغوي لأن " الحران " هو العطشان .. أما من الحر فهو " محرور "
- يقولون : " تعودت على ذلك " أو اعتدت عليه ، وهذا خطأ والصواب " تعودت
كذا " أو " اعتدته " لأن تعود أو اعتاد كلاهما متعدٍ لا يحتاج إلى حرف جر
بعده .
من دقائق اللغة
مراتب السرور :
أول مراتب السرور الجذل والابتهاج .. ثم الاستبشار وهو الاهتزاز .. وفي
الحديث " اهتز العرش لموت سعد بن معاذ " ثم الارتياح .. ويسمونه الابرنشاق ،
قال الأصمعي " حدثت الرشيد حديثاً فابرنشق له " أي : ارتاح ، فإذا اشتد
الفرح سمي المرح ، قال تعالى " ولا تمش في الأرض مرحاً "
الأوائل :
يقال : أول الغيث : قطر ، و أول الولد : بكر ، وأول النوم : النعاس ، و أول
الليل : الغسق ، و أول الفاكهة : الباكورة ، و أول الجيش : الطليعة ، و
أول صياح المولود : الاستهلال ، وصدر كل شيء أوله وفاتحه ، و أول النهار
الصبح ، و أول الصبح تباشيره .
__________________