السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أفادت بعثة استرالية تقوم بأبحاث فريدة من نوعها في أعماق المياه الفائقة البرودة لقارة "أنتاركتيكا" أو المحيط الجنوبي الثلاثاء، عن اكتشافها لأنواع جديدة وغامضة من المخلوقات لم تكن معروفة من قبل لعلماء الأحياء، الذين ما تزال زياراتهم لتلك المنطقة المتجمدة نادرة للغاية.
وقالت البعثة إنها تمكنت من جمع عينات لفصائل لم تكن معروفة من قبل، بينها قشريات ضخمة وعناكب بحرية عملاقة، إلى جانب أنواع كبيرة من الديدان لم تشاهد من قبل، في مناطق على عمق أكثر من 6500 قدم (1900 متر) تحت مستوى سطح البحر.
وستكون تلك العينات "غنيمة" ممتازة للبعثة الاسترالية التي تحاول، ضمن جهود دولية، إلقاء المزيد من الضوء على الحياة الطبيعية في القطب الجنوبي وتحليل ظاهرة تعرف باسم "التعملق،" تدفع المخلوقات الموجودة على أعماق سحيقة إلى النمو بأحجام فائقة.
وفي هذا الإطار قال مايكل رايدل، رئيس قسم أبحاث القطب الجنوبي في استراليا، "التعملق ظاهرة معروفة في المياه القطبية، فقد جمعنا ديدان ضخمة وقشريات عملاقة وعناكب بحرية يفوق حجم الواحد منها حجم صحون الطعام."
كما لحظت المجموعة وجود مخلوقات غامضة زجاجية الشكل تقف منتصبة كأعمدة الإنارة على ارتفاع متر تقريباً، وتعتمد في غذائها على العلائق البحرية.
وأضاف أن العينات سترسل إلى متاحف ومختبرات حول العالم كي يتم حفظها وتخوين أنسجتها، ومنحها تصنيفاً علمياً، إلى جانب تحليل حمضها النووي.
أما العالم غراهام هوسي، رئيس برنامج الأبحاث فقد أكد أن قسماً كبيراً من العينات غير معروف على المستوى العلمي وسيتم خلق تصنيفات جديدة له كونه لا يندرج ضمن أي فئة وفقاً لأسوشيتد برس.
وعن طبيعة المنطقة التي مسحتها غواصات خاصة تحمل كاميرات تعمل بالتحكم عن بعض في أعماق المحيط المتجمد قال رايدل: "في بعض الأحيان، كنا نجد مظاهر الحياة في كل بوصة على القعر، كما رأينا في بعض الأماكن آثاراً لحركة جبال الجليد التي حفرت الأقسام السفلية منها أخاديداً في الأرض."
وذكر وجود أنواع غريبة جداً من الأسماك تتوزع زعانفها بصورة فريدة وتحيط زوائد غامضة بأفواهها، في حين تبدو أعينها جاحظة وكبيرة بشكل ملفت للتأقلم مع الطبيعة المعتمة للمياه عند تلك الأعماق.
يذكر أن البعثة الاسترالية تعمل ضمن فريق دولي ضم ثلاث سفن بينها واحدة فرنسية وأخرى يابانية، غير أنها الوحيدة التي أوكل إليها إجراء الأبحاث في الأعماق.
ويدخل عمل البعثة ككل ضمن جهد دولي سيمتد لقرابة 15 عاماً، يهدف إلى التعرف على الحياة البحرية حول العالم، ودراسة تأثير التغييرات المناخية عليها.