قال علماء الفيزياء في المكتب الدولي للمقاييس والأوزان بمدينة سيفر جنوب غربي باريس، إن وحدة القياس العام التي تساوي كيلوغرام، والمحفوظة منذ 118 عاماً في مخازن المكتب على شكل اسطوانة، فقدت مع الزمن 50 مايكروغرام من وزنها دون أن يتضح أي سبب علمي لذلك.
الاسطوانة القياسية المحفوظة في سيفر
وقال ريتشارد ديفيس، وهو أحد علماء الفيزياء العاملين في المكتب، إن مقارنة وحدة القياس الموجودة لدى المكتب بنماذج أخرى مصنوعة من المواد نفسها وفي فترات متقاربة أظهرت تفاوتاً في سرعة فقدان الكثافة مما يزيد اللغز غموضاً.
وقلل ديفيس من تأثير التعديل الذي طرأ على وزن الأسطوانة القياسية التي بحوزة المكتب قائلاً إن ذلك، وإن كان يعني الكثير بالنسبة للدول التي تعمد الكيلوغرام كوحدة قياس، إلا أن تأثيره سيكون محدوداً نظراً إلى الحجم الضئيل للوزن المفقود من جهة، وإلى انتشار اعتماد المقاييس الرقمية الدقيقة للقياس عوض الأوزان المصنعة يدوياً من جهة أخرى.
من جهته، قال مايكل بوريس، كبير الباحثين في المعهد الألماني الوطني للقياس إنه من غير الواضح ما إذا كانت الأسطوانة القياسية الموجودة في سيفر قد فقدت بعضاً من وزنها أو أن النماذج الأولية الأخرى قد اكتسبت بعض الوزن، على ما نقلته الأسوشيتد برس.
ودعا بوريس إلى تجاوز هذه الإشكالية من خلال التأكيد على أن وحدة القياس الموجودة في المكتب الدولي للمقاييس والأوزان بفرنسا هي الموازي الحقيقي للكيلوغرام.
يذكر أن وحدة قياس الكيلوغرام الموجودة في مدينة سيفر هي الموازي العالمي الوحيد المعترف به للكيلوغرام، وهي محفوظة داخل صندوق ثلاثي الأقفال بعيداً عن الشمس، ولا يتم إخراجها إلا عند الحاجة إلى استخدامها في ضبط الموازيين والمقاييس التي ترسل إليها من كل أنحاء العالم.
وقد صنعت الوحدة عام 1889 من مزيج يحتوي على معدني البلاتينيوم والإريديوم، وكانت تعتبر نموذجاً للتقدم التقني والدقة العلمية وذلك قبل اختراع الميزان الإلكتروني.
يشار إلى أن العاصمة الفرنسية، باريس، ستستضيف في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل مؤتمراً دوليا سيقدم خلاله عدد من العلماء اقتراحات جديدة لوضع معايير علمية دقيقة وموحدة عالمياً لتحديد المقاييس كالأوزان والأحجام والحرارة.
وقد تردد أن البعض سيقترح خلال المؤتمر تصميم معادل قياسي جديد للكيلوغرام مصنوع من السيليكون الكريستالي 28 أحادي النظائر، وذلك لاعتماده من أجل القياس كونه من المواد الأحادية الذرات والثابتة الكثافة.