لفتت دراسة تناولت الأحوال المناخية العالمية إلى أن عدد الأعاصير الاستوائية المدمرة قد تضاعف عالمياً خلال هذا القرن، بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، وخاصة في المحيط الأطلسي، بسبب تزامن عدة عوامل، أبرزها ارتفاع حرارة المياه.
وحذرت الدارسة بأن عدد الأعاصير قد يميل إلى الثبات خلال الفترة القصيرة المقبلة، قبل أن يعود فيقفز بصورة غير منتظرة، وأكدت أن نصف سكان الولايات المتحدة وأجزاء واسعة من قطاعاتها الصناعية، عرضة لتهديد العواصف خلال الفترة المقبلة.
وجاء في التقرير أن منطقة خليج المكسيك تعرضت خلال الفترة ما بين 1905 و 1930 إلى ستة أعاصير سنوياً، تطورت أربعة منها لتتخذ شكلاً مدمراً، فيما قفز العدد خلال الفترة ما بين 1931 و 1994 إلى عشرة أعاصير بينها خمسة مدمرة.
وخلال عقد واحد فقط، أي في الفترة ما بين 1995 و2005، بلغ عد الأعاصير 15 إعصاراً سنوياً بينها ثمانية من النوع المدمر، مما يؤكد على جدية المخاطر التي تهدد كوكب الأرض بسبب ارتفاع الحرارة، وعلى هشاشة التوازن البيئي وسرعة تأثره.
ولفت الدكتور غريغ هولند، أحد معدي الدراسة التي نشرتها الجمعية الملكية البريطانية، أن العقد المقبل يحمل بوادر كارثية على هذا الصعيد، حيث شهد العام 2006 وحده قرابة عشرة أعاصير.
وتوقع هولند أن يشهد العالم فترة قصيرة من الاستقرار النسبي على صعيد أعداد الأعاصير السنوية، ستعود بعدها العواصف لتضرب بشكل أقوى سطح كوكبنا في حال استمرت ظاهرة الاحتباس الحراري.
وبرر بذلك بأن قياس المتغيرات المناخية يتم بطريقة مغايرة لما هو الحال عليه في سائر العلوم، حيث تميل عوامل المناخ إلى التحرك على شكل قفزات متسارعة عوض التقدم بشكل تدريجي.
واستغرب هولند أن تكون أعداد الأعاصير حول العالم قد تضاعفت بهذا الشكل دون أن يقوم أحد بإجراء إحصاء دقيق لها، وحذر بأن نصف سكان الولايات المتحدة وأجزاء واسعة من قطاعاتها الصناعية عرضة لتهديد العواصف خلال الفترة المقبلة.
ودعا خبير المناخ إلى استخلاص العبر مما حدث جراء إعصار كاترينا، قائلاً: "أنظمة البناء التي نعتمدها وخططنا الصناعية باتت قديمة جداً، المستقبل مختلف تماماً"، وفقاً لأسوشيتد برس.
وحول ظروف تشكل هذه الأعاصير أشارت الدراسة إلى أن حرارة مياه الأطلسي ازدادت بمعدل 1.3 درجات خلال القرن الماضي، وهو ما أثر على معدل التبخر واتجاه الريح وحركة التيارات المائية، وضاعف بالتالي من فرص ظهور الأعاصير المدمرة.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت في تقرير خاص أصدرته في أبريل/ نيسان الماضي، من تفاقم التأثيرات السلبية لارتفاع درجة حرارة الأرض، في العديد من دول العالم.
ولفت التقرير إلى إمكانية تزايد كوارث الجفاف والفيضانات، التي قد تؤدي على إغراق آلاف الجزر المأهولة بالسكان، خاصة في مناطق شرق آسيا، بالإضافة إلى تفاقم الجوع في أفريقيا، فضلاً عن انقراض العديد من الأنواع النباتية والحيوانية المهددة.
كما توقع ذوبان الأنهار الجليدية في منطقة جبال "الهيمالايا"، وهي أعلي سلسلة جبال في العالم، مما سيكون له تأثيرات علي مئات الملايين من البشر، محذراً من أنه في حالة إذا ما استمر ارتفاع درجة حرارة الأرض، بالمعدلات الحالية، فقد تذوب تلك الأنهار الجليدية بمعدلات سريعة جداً.