الدول العربية ثاني أكبر ملوّث عالمي بحرق الغاز
لدوحة، قطر(CNN)-- قدّر البنك الدولي حجم كميات الغاز التي يتم إحراقها أو هدرها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأكثر من 50 مليار متر مكعب سنوياً، وهو ما يضع المنطقة في المرتبة الثانية على هذا الصعيد في العالم، ودعا دولها إلى الانخراط في الجهود العالمية الرامية للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وحثت مبادرة "الشراكة العالمية لتخفيض إحراق الغاز" التابعة للبنك الدولي البلدان والشركات المنتجة للبترول في منطقة الشرق الأوسط إلى زيادة كفاءة استخدام الطاقة بغرض التخفيف من حدة آثارها على تغيّر المناخ، وقالت إن صور الأقمار الصناعية تظهر أن بعض البلدان العربية،ومن بينها العراق وعمان وقطر والسعودية واليمن قد شهدت زيادة في التلوق
ودعا البنك الدولي، الذي يشارك وفد تابع له في القمة السنوية للغاز في الشرق الأوسط، والتي ستختتم الخميس في الدوحة دول المنطقة إلى الانضمام إلى الجهود العالمية الرامية إلى الحد من حرق الغاز الطبيعي أو إهداره لإحداث مناخي على المستوى العالمي.
وقال بنت سفنسون، مدير الشراكة العالمية من أجل تخفيض إحراق الغاز، إن مساهمة منطقة الشرق الأوسط "عامل مهمّ لإحداث تأثير عالمي حاسم بشأن تخفيض إحراق الغاز والاستفادة من الغاز المصاحب في الأمد الطويل."
ولفت سفنسون، وفق البيان، إلى أن بعض دول المنطقة، "مثل قطر والكويت وغيرهما،" تدرك جيداً "أهمية معالجة القضايا البيئية،" مبدياً تطلعه إلى العمل معها من خلال الشراكة العالمية.
وتفيد تقديرات الشراكة العالمية لتخفيض إحراق الغاز بأنه يتم إحراق أو هدر ما لا يقل عن 150 مليار متر مكعب من الغاز في كل سنة على مستوى العالم، مما يضيف 400 مليون طن سنوياً من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
ويعادل ذلك تقريباً جميع تخفيضات الانبعاثات السنوية المحتملة من المشاريع التي يتم تنفيذها حالياً في إطار آليات بروتوكول كيوتو.
وتبلغ كميات الغاز التي يتم إحراقها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حوالي 50 مليار متر مكعب سنوياً، وهو ما يضعها في المرتبة الثانية على مستوى العالم من حيث إحراق الغاز بعد كل من روسيا ومنطقة بحر قزوين (حوالي 60 مليار متر مكعب) وأمام أفريقيا جنوب الصحراء (حوالي 35 مليار متر مكعب).
وأوضح سفنسون أن تخفيض إحراق الغاز "ينجح بصورة كبيرة عندما يبدي البلد المعني التزاماً قوياً ودعماً رفيع المستوى، وعندما تكون هناك شراكة محلية فعالة بين الحكومة والصناعة،" وقال إن كل متر مكعب من الغاز الذي يتم إحراقه يمثل:"هدرا للموارد، من شأنه توليد كيلوغرامين من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي".
ووفقا لبيانات صور الأقمار الصناعية الصادرة عن الإدارة الوطنية الأمريكية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي (NOAA) في أغسطس/آب الماضي، فإن كمية الغاز الطبيعي التي قامت البلدان والشركات المنتجة للبترول بإحراقها في عام 2006 تبلغ حوالي 170 مليار متر مكعب أو قرابة خمسة تريليونات قدم مكعب على مستوى العالم.
وتعادل هذه الكميات حوالي 27 في المائة من مجموع استهلاك الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي و 5.5 في المائة من مجموع الإنتاج العالمي من الغاز الطبيعي في تلك السنة. ولو تم بيع كميات الغاز تلك في الولايات المتحدة بدلاً من إحراقها، لبلغت قيمتها في السوق الأمريكية حوالي 40 مليار دولار أمريكي.
وتُظهر بيانات صور الأقمار الصناعية كذلك أن بعض البلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد شهدت زيادة في معدلات إحراق الغاز على مدى 12 عاماً الماضية. ومن بين تلك البلدان: العراق وسلطنة عُمان وقطر والمملكة العربية السعودية واليمن.
كما تُظهر صور الأقمار الصناعية من ناحية أخرى أن هناك بلداناً استطاعت تخفيض مستويات إحراق الغاز خلال فترة السنوات ما بين 1995-2006، ومنها الجزائر ومصر وليبيا وسوريا والإمارات العربية المتحدة، في حين لم تشهد مستويات دول أخرى، مثل إيران والكويت أي تبديل.
الجدير بالذكر أن الشراكة العالمية لتخفيض إحراق الغاز هي عبارة عن شراكة بين القطاعين العام والخاص تضم حكوماتٍ وشركاتٍ مملوكة للدولة وشركات البترول الدولية الرئيسية الملتزمة بتخفيض إحراق الغاز وتنفيسه في الهواء على مستوى العالم.
وتعمل هذه الشراكة على تسهيل ومساندة الجهود الوطنية الرامية إلى استخدام الغاز المصاحب الذي يأتي مع عملية إنتاج البترول، ومن ثم تخفيض مستوى إحراقه، وذلك عن طريق معالجة الافتقار إلى الأطر التنظيمية الفعالة والقيود المعوقة للاستفادة منه، من قبيل عدم كفاية مرافق ومقومات البنية الأساسية وضعف القدرة على الوصول إلى الأسواق الدولية لمنتجات الطاقة، ولاسيما في البلدان النامية.
وتشمل قائمة البلدان العشرين الأكثر إحراقاً للغاز في العالم كلاً من: روسيا ونيجيريا وإيران والعراق وأنغولا وفنزويلا وقطر والجزائر والولايات المتحدة والكويت وإندونيسيا وكازاخستان وغينيا الاستوائية وليبيا والمكسيك وأذربيجان والبرازيل والكونغو والمملكة