في عرس بلا عريس، ووسط دهشة المدعوات، وتزايد فضولهن وثرثرتهن، احتفلت
الطالبة "سارة، م" من ولاية الجزائر، بنجاحها في شهادة البكالوريا بطريقة
عجيبة غريبة، لم يجد لها أحد تفسيرا غير الجنون أو "الزوخ والفوخ"، لتبقى
علامة الاستفهام هي سيدة الموقف بلا منازع
حيث قامت عائلتها التي كانت في انتظار هذه المناسبة السعيدة على أحر من
الجمر، بكراء قاعة للحفلات، تقدم فيها الخدمات على أرقى المستويات، لتطل
الطالبة المتفوقة على الحضور المشرف بمختلف الأزياء العصرية والتقليدية
وتسريحة الملكات، وتكون الخاتمة بالثوب الأبيض، ورمي باقة* الورود*
باتجاه* مجموعة* الفتيات* المقبلات* على* اجتياز* الشهادة* السنة*
المقبلة،* كي* تمسكها* إحداهن* وتكون* المرشحة* للنجاح* بعدها،*
وهذا* طبعا* من* باب* التسلية* ورفع* المعنويات*.
هذه "الخرجة" الجديدة التي استحدثتها سارة في الاحتفال، لاقت استحسان البعض
واستهجان البعض الآخر، لكن بالنسبة لها.. فالنجاح في امتحان مصيري
كالبكالوريا يستحق أكثر من العرس، وعن هذا تقول: "أنا وحيدة عائلتي..
والنجاح في الدراسة هو كل غايتي، لذلك خططت وحرصت أن يكون* احتفالي* هو*
الأكثر* تميزا،* ولأني* أعلم* بأن* زواجي* لا* يزال* بعيدا*
لشغفي* بالدراسة* وعزمي* على* نيل* الليسانس* والماجيستير*
والدكتوراه* بتفوق،* فقد* ارتأيت* أن* أسعد* أهلي* وأحبابي* وكل*
معارفي* بهذا* العرس*"*.
أما والدتها فتقول: "لم تعجبنا الفكرة في البداية، لأن لكل مناسبة خصوصيتها
وطريقة الاحتفال بها، لكن استسلمنا أمام إرادتها لكثرة إلحاحها ورغبتها في
تخليد ذكرى نجاحها بطريقة لا تنسى، وأعتقد بأنها نجحت، لأن الأشياء
الاستثنائية تبقى راسخة في أذهان الناس.. أغلب الاحضرات هذا الاحتفال ـ إن
لم أقل جميعهن ـ لم يصدقن بأنهن في حفل نجاح فقط، وعندهن شكوك أن تكون
المناسبة مزدوجة، لكن الحقيقة غير ذلك، وأنا لست نادمة على إسعاد ابنتي،
لأنها أسعدتني ورفعت رأس والدها وكل طلباتها أوامر".
سارة كانت سعيدة بنجاحها، وتبدو راضية جدا عن العرس الذي أقامته، إذ أن
الابتسامة لم تفارق مطلقا محياها، رغم نظرات الاستغراب التي ظلت مرسومة على
وجوه الحاضرات، وكلمات السخرية التي كانت تستبق التهاني مثل "الباك هو
العريس"، "أين ستذهبين شهر العسل؟".. وعن هذا تقول صديقتها الحميمة وردة:
"الفكرة مجنونة.. لكننا استمتعنا كثيرا في هذا العرس الفريد من نوعه، أنا
ليس لدي الشجاعة لأفعل مثلها، لكن أعترف أنها وفقت في جعل نجاحها مثيرا،
وقد ساعدتها قليلا، حيث وزعت لها بطاقات الدعوة، ورافقتها للحلاقة".