الدولة : المزاج : الابراج : عدد المساهمات : 2089 تاريخ الميلاد : 06/02/1994تاريخ التسجيل : 26/05/2011العمر : 30
الموقع : سوريا لايف
العمل/الترفيه : طالبة جامعية الاوسمة : . :
موضوع: أطفالنا والعطلة السبت يوليو 16, 2011 4:08 pm
لا يخفى على أحد أهمية الوقت في حياة الأفراد والأمم، وليس هناك خطر يداهم شبابنا وبناتنا كما يداهمهم الفراغ، ذلك أن الفراغ مفسدة لأنه يورث الملل والضجر والكسل والأخلاق السيئة ويورث البحث عن طرق لإضاعة الوقت وعدم التوازن النفسي والنمو الجنسي قبل الأوان. وعلى الرغم من أهمية الوقت إلا أن ثمة حاجات للإنسان إلى الراحة والاستجمام والترويح عن النفس . والعطلة الصيفية طاقة يجب تفعيلها ، يقول ابن الجوزي رأيت عموم الخلائق يدفعون الزمن دفعا عجيبا إن طال الليل فبحديث لاينفع، وإن طال النهار فبالنوم أو في الأسواق، ورأيت النادرين قد فهموا معنى الوجود، فالبدار البدار قبل الفوات، استشهدوا العلم ونافسوا الزمان . وهناك وسائل عملية للاستفادة من العطلة الصيفية كأن يمارس الطلبة الرياضة، فالرياضة تجدد البعد النفسي، وتفرغ الطاقات الفائضة عند الشباب ، وهي بدورها تلعب دورا مهما في تناسق نمو جسد الأطفال ، والرياضة انبعاث للحياة من جديد، وتجديد للفكر وطرح للوهن والكسل. أما زيارة الأقارب ، فهذا من الأمور التي قد يغفل عنها الكثير من الناس فيقصرون بحق أقاربهم فلا يتفقدونهم ولا يحسنون إليهم، وبعض الآباء لا يربون أولادهم على ذلك. أما النوم عند الأقارب، وخاصة إذا كان الأقارب من الطبقة الملتزمة حيث يتعرف الطفل على علاقات خارجية ملتزمة وقريبة، فيؤثر ذلك فيه أبلغ التأثير، مما يدفعه لتقليدهم ويزداد حبه لهم. وبعض الناس يمانعون ممانعة شديدة في نوم الأطفال عند بعض الأقارب دون مبرر قوي، مما يمنع الطفل من مشاهدة العالم الخارجي عن أسرته الذي ينظر إليه دائما باستغراب ودهشة ويرغب بشدة أن يطلع عليه ويلج عالمه، ومنعه من هذه الرغبة الشديدة يمنعه من رؤية هذا العالم وقد يؤثر على رؤيته المستقبلية للأمور. ومن الأعمال التي تساعد على الاستفادة من الوقت استفادة ايجابية الكتابة، ومن ذلك كتابة المذكرات، حيث تشغل ذهن الشاب بما هو مفيد وتنمي عنده القدرة على مسك القلم والتوصيف الجيد وتخفيف الضغط عليه وتساعده في تحديد نظرته للعالم ورؤيته له رؤية صحيحة. وفي هذا الاطار يمكنك أن تطلب من ولدك أن يحدثك بشكل كتابي عن مفهومه عن الوطن مثلا أو نزهة قمتم بها. كما أن تعليم الطفل حرفة بسيطة في العطلة الصيفية له فوائده الجمة منها: الاستفادة كمصدر رزق في المستقبل، والتعامل مع الأمور بشكل عملي مما يوسع أفقه ويبعده عن التنظير والابتعاد عن الكسل، ويكسبه معارف جيدة، ويمنحه صداقات جديدة. وما يقال للشباب يقال للفتيات من حيث ضرورة تعليمهن التدبير المنزلي السليم وكيفية تربية الأولاد، وكيفية إضفاء لمسات الجمال على البيت مما لا تسمح الفترة الدراسية بالوقت ليتعلمنه. ومما يساعد الأولاد أيضا على استنفار طاقاتهم وبذل جهدهم وتشجيعهم على العمل الجماعي والعمل المتقن تنسيب الأطفال إلى إحدى الجهات الواعية والمسؤولة أو بأعمال الخير والتي تقوم بالنشاطات المختلفة كمسابقات الرسم والخط والقصة والشعر مما يولد عندهم حبا للعمل الجماعي وتآلفا ولهفة لمن حولهم. ومن الضروري جدا إشعار الطفل والشاب بأنه جزء من أسرة صغيرة في البيت وأسرة أكبر في الحي ثم أكبر في المجتمع، وإشعاره بهذا الشعور يكون بتنمية روح الملاحظة لكل ما هو سلبي فيهم ومن ثم إدراك ما يمكن إدراكه وبما يحقق فوائد عديدة منها : تعليم الأطفال والشباب على متابعة السلبيات وعدم السكوت عليها، وتعليمهم كيفية المعالجة السليمة لهذه السلبيات. وتعليمهم المقارنة بين الايجابيات والسلبيات في حال عدم قدرتنا على تغيير السلبيات. ويجب أن يعلم الطلاب وآباؤهم أن المدرسة ليست المصدر الوحيد للعلم، وليست فصولها الأوقات الوحيدة لمتابعة الدروس اذ يوجد الكثير من المشاريع العلمية التي يصعب إجراؤها في أوقات الدراسة، بسبب انشغال الطلاب بالتحصيل العلمي الإلزامي. يقول د. بكار ماالفرق بين المتعلم والأمي إذا كان كلاهما لا يقرأ . لابد من تغيير تربوي شامل في هذا المجال تشترك فيه الأسر والهيئات والجمعيات ودور النشر والكتاب لتغيير الثقافة المتوارثة بأن القراءة فقط هي القراءة المدرسية. يستحب أن تلتزم الأسرة في الصيف بالقراءة ومناقشة ما تقرأ ومن الوسائل المعينة على القراءة: وجود مكتبة في البيت ولو صغيرة. ومن الضروري تخفيف مشاهدة الفضائيات التي تستهلك الوقت الكبير، وليس عليها ضوابط فيما يخص صغار السن، وتتعامل مع عادات وتقاليد مغايرة لتلك المحلية، كما ان أساليب الجذب التلفزيوني تؤثر كثيرا على عقول الصغار والأولاد، مع العلم أن التلفاز ذو فوائد جمّة في كثير من جوانبه ومواقيته. ومن المفيد السماح للطفل وللشاب بطرح ما فهمه مما قرأه أمام والديه وإخوانه مما يشجعه على متابعة القراءة. وقراءة نصف ساعة في اليوم يعني قراءة ثلاث ساعات ونصف أسبوعيا ومائة وتسعين ساعة سنويا فإذا علمت أن الكتاب المتوسط الحجم يحتاج إلى عشر ساعات لقراءته فإنك ستقرأ في العام الواحد تسعة عشر كتابا. ولا بدّ أن يكون لأولادنا ولنا مشروع يكرس الشخص له حياته أو معظم حياته كما يرى د. بكار ، بمعنى آخر لا بد أن يزرع الآباء في نفوس أولادهم مشروعات ليبدعوا بها ومن ثم يحولوها تطبيقا عمليا على أرض الواقع. إن العالم الذي نقل تقنية صنع المحركات الى اليابان مكث ثماني سنوات وهو يفك محركات السيارات في ألمانيا ثم يطبقها حتى استطاع بعد ذلك حفظ كل قطعة في المحرك وطريقة صنعها ومكان تركيبها. وكان حلم د. فاضل السامرائي أن يجمع كتابا في معاني النحو فاستغرق عشرة أعوام في ذلك. وكان حلم أديسون أن يخترع مصباحا مضيئا فاستغرق بذلك 2990 تجربة فاشلة حتى أنار المصباح الكهربائي. وإنك تجد أن كل إنسان عنده مشروع شخصي يستنفر كل قوته وعزيمته للوصول إليه. إننا بحاجة إلى طرح مشاريع شخصية على أولادنا وهذه المشاريع تتفاوت كثيرا من مكان إلى آخر ومن شخص إلى آخر. ومن المفيد في العطلة الصيفية مشاركة المؤسسات الخيرية التي تساعد الفقراء والمحتاجين وتسد عوزهم.