حصل العالمان الامريكيان جون سي ماثر وجورج إف سموت على جائزة نوبل للفيزياء.
واستحق العالمان هذه الجائزة المرموقة "لاكتشافهما شكل الجسم الاسود - وهو
سطح يمتص كامل الطاقة المشعة التي تسقط عليه - والخواص المتباينة لاشعاع
الموجة الصغرى الكونية (المايكرويف: وهي موجة كهرطيسية قصيرة جدا)".
و"خلفية الموجة الصغرى الكونية" (سي إم بي) هي "أقدم ضوء" في الكون، وهو
حولنا في كل مكان وهو قادم من زمن يلي الانفجار الكبير (بيج بانج) بـ 380
ألف سنة.
ويقول العلماء إن خصائص خلفية الموجة الصغرى الكونية تكشف لهم ملامح نشوء الكون.
والعالم ماثر، البالغ من العمر 60 عاما، هو عالم فلك بارز في وكالة الفضاء
الامريكي (ناسا)، أما سموت، البالغ من العمر 61 عاما، فهو بروفسور للفيزياء
بجامعة كاليفورنيا في بيركلي.
وعمل العالمان في مشروع القمر الصناعي كوب التابع لناسا والذي أطلق عام 1989.
وساهم كوب في الحصول على أول قياسات دقيقة لخلفية الموجة الصغرى الكونية.
وأطلق على خلفية الموجة الكونية الصغرى اسم "صدى" الانفجار العظيم - وهي
نظرية تقول بأن الكون نشأ عن انفجار هائل قبل حوالي 14 مليار عام.
وخلفية الموجة الكونية الصغرى هي الاشعاع الذي تكون عندما برد الكون لدرجة أمكن معها تواجد ذرات الهيدروجين.
وقال العالمان إنه قبل هذا الوقت كان الكون شديد السخونة لدرجة أنه لو كان
حدث "تزاوج" بين المادة والاشعاع لكان الكون معتما وغير شفاف.
وكان القمر الصناعي كوب (وهي اختصار لعبارة مكتشف الخلفية الكونية) قد رصد
تذبذبات في الخلفية الاشعاعية للموجة الكونية الصغرى عزيت إلى التكوينات
الاولى التي تشكل منها الكون - وهي ما يطلق عليه بذور المجرات التي بدت في
شكل سحب هائلة من الغاز الساخن الذي كان الشيء الوحيد الذي يتشكل منه الكون
في ذلك الوقت.
كما قاس القمر كوب درجات حرارة هذه الخلفية الاشعاعية - وهي 2.725 درجة فوق
الصفر المطلق، ولذا فهي تلمع بالدرجة الاولى في جزء الموجة الصغيرة من
الطيف الالكترومغناطيسي.
ويعتقد علماء الفلك أن خلفية الموجة الصغيرة الكونية تحتوي على قدر هائل من المعلومات عن منشأ ومصير الكون.
وقال البروفسور لارس برجستروم، عضو لجنة نوبل للفيزياء، إن اكتشاف ماثر وسموت يمثل انجازا هاما باتجاه فهم أعمق للكون الوليد.
وتبلغ قيمة جائزة نوبل - التي تشمل أيضا مجالات الكيمياء والطب والادب
والسلام والاقتصاد - عشرة ملايين كرونة سويدية (حوالي 1.4 مليون دولار).