توصل علماء أمريكيون لحل أحد أكثر ألغاز العصر الجيولوجي الوسيط تعقيداً.
وتتلخص المسألة في أن شبه القارة الهندية تحركت أولا باتجاه الشمال ببطء،
وفيما بعد تسارع تحركها ثم تباطأ ثانية. ويعتقد العلماء أن ذلك حصل بفعل
للتيارات العمودية للمواد المنصهرة في جوف الأرض.
ويشير العلماء إلى أن شبه القارة الهندية لا تعتبر بالأصل جزءا من القارة
الأوراسية. وقبل 440 مليون سنة خلت، كانت البلاطة الجيولوجية تقع في النصف
الجنوبي من الكرة الأرضية وملتصقة بمدغشقر وأفريقيا الشرقية. إلا أنه قبل
100 إلى 80 مليون سنة من الآن غادرت الهند موقعها الأصلي وبدأت التحرك نحو
الشمال. وكما تبين معطيات تحليل المستحثات القديمة، أن رحلتها هذه لم تتم
بسرعة واحدة دائما.
ففي البداية تحركت بسرعة 2-3 سنتمتر في السنة، وهذه السرعة منطقية وملحوظة
اليوم في عوم القارات (وهناك فرضيات اليوم تقول بانزياح أوروبا تحت القارة
الإفريقية). ولكن قبل 68 مليون سنة راحت الهند تسرع من حركتها لتصل سرعة
زحفها الى نحو 10 سنتمترات في السنة، استمرت هذه السرعة بحدود 15 مليون سنة
لتعود بعد ذلك البلاطة التكتونية إلى سرعتها الأولية.
وبعد عجز العلوم والعلماء عن تفسير هذه الظاهرة رغم وجود العديد من
النظريات المختلفة، والتي لم تصمد أمام الانتقادات العلمية، قدم
الجيولوجيان استيفن كنيد وديفيد استيغمان من معهد علم المحيطات "سكريبس" في
الولايات المتحدة الأميركية شرحهما لهذه الظاهرة. لقد انتبه العالمان لذاك
الواقع، بأنه في الوقت ذاته في ذلك الجزء من النصف الجنوبي من الكرة
الأرضية جرت حوادث جيولوجية أخرى، مثل توقف الطرف الجنوبي لإفريقيا عن
العوم نهائيا في الوقت الذي كان تحركه واضحا تماما. وبعد تحليل جميع
المعطيات توصل استيغمان وكنيد لاستنتاج، مفاده أن السبب في كل ذلك هو ما
يدعى بالتيارات العمودية للمادة المنصهرة.