سوبر مان في سوريا
هاهو
سوبرمان يحلق في الأعالي عائداً إلى منزله بعد انتهائه من سلسلة من المهمّات
الإنقاذية المتعددة بنجاح، لكنّ نداء الواجب استدعاه من جديد أثناء طيرانه، إذ
شاهد بنظره الثاقب حريقاً يندلع من أحد الأبنية، فتوجه نحو مركز الاشتعال فوراً
وكلَه أمل ألا يكون الأوان قد فات.
- " أوه هذه سوريا". صاح سوبرمان. "وهذا
المبنى يبدو كأنه مبنى تجاري أو ما شابه.
وصل سوبرمان إلى الغرفة التي بدأت النيران بالتهامها،
وسارع إلى أقرب خزان مياه ليفرغ ما فيه ويطفئ ألسنة اللهب، وما إن انتهى من ذلك
حتى سمع شخصاً يصيح به: ليش يا ابن الحلال؟
نظر الرجل الخارق إلى محدثه ليجد أمامه شخصا بنظرات
غاضبة يتطاير منها شرر لا يمكن هذه المرة إخماده، وقبل أن تتزايد علامات الاستفهام
تابع ذلك الساخط حديثه:
- يا أخي شو جابك لهون ؟ مين عزمك؟
وأجاب سوبرمان بعربيّته المكسّرة: أنا سوبرمان ومن
واجباتي إنكاذ الناس من الأختار و...
سوبرمان ! لك هالأميركان بيضلوا بيحشروا حالن بكل شي!.
- أخ منك واحد مزعج وغليظ
- أنا ما أم يفهم؟ ليش هدرتك مزؤوج؟
- يعني لازم تعرف كل شي؟ يا عمي فيه مسؤولين جايين
يعملوا تفتيش بهالكام يوم وعنّا شوية فواتير مضروبة ودفاتر جرد مغشوشة وحبينا نخلص
منها، جيت حضرتك خربت كلّ شي! خسارة كانت حريقة ناجحة وهلأ انقلع من هون!!!
وطار سوبرمان وعلامات الدهشة لا تزال مرتسمة على وجهه
لكن ما أن خرج من ذلك المبنى الحكومي، حتى شاهد حافلة نقل داخلي
تميل على أحد جنبيها وكعادته، هبط سوبرمان أمام موقع الحدث،
فشاهد الركاب المحتشدين داخل الباص، فبدأ بإنزالهم واحداً تلو الآخر، لكن صيحات
الاعتراض علت من كل حدب وصوب!!
سوبرمان: شو في يا شباب؟ ليش أم تسرخوا؟
- مين قلك تنزلنا من الباص؟
- أنا خفت الباص يكلب أجنبو.... الباص مليان كتير .. Too much people
- لك هادا عادي يا سوبرمان بيك ... أقل من عادي.
- أنا آسف... فكرت أنو مو آدي...
- يعني بعد ما انتظرنا نصّ ساعة عالموقف وطقينا الكرت
بتجي أنت يا معلاق كبير وبتطعلنا؟!!! .. يلا صلح غلطك.
وبسرعة قام سوبرمان بإيصال الجميع إلى منازلهم ... مجاناً
طبعاً!
لكن من جديد، لاحظ سوبرمان منطقة بأكملها غارقة في الظلام، فشعر بالخطر
توجه إلى المنطقة المعتمة، وشاهد رجلاً يقف على الشرفة! فذهب سوبرمان إليه مسرعاً.
وما إن وقف أمامه سوبرمان حتى فتح الرجل فاه وهمّ
بالهروب وهو يصيح: جنّي يا نااااااس!!!!
- وئف لهزة هبيبي، أنا سوبرمان، أكيد سمأت أني
- بالله أنت سوبرمان؟ لك أهلين أبو السوب، لا تواخذني
اللي ما بيعرفك بيجهلك، بتشرب قهوة؟
- شكراً، بس ألي هبيبي، شو صار لوأفت كهربا؟ سيول؟
أعاسير؟ زلزال؟
- ها ها ها والله دهكتني، قصدي ضحكتني، هيدا تقنين ...
تقنييين!!!
- شو يأني تكنين؟ أننا بأميركا بتوأف كهربا لما بيكون في
مسيبة كبيرة.
- هيدا عندكن، هون الكهربا بتوقف لحالا وعطول... لك تعا
شربلك فنجان نسكافيه إذا ما بدك قهوة
لكن سوبرمان اعتذر بلباقة.... وطار مسرعاً في رحلته
المستمرة حول العالم، مستثنياً سوريا من رحلاته حيث أصبح صديقنا متأكداً بأنّ:
سوريا
الله حاميها