تقول لورا دويل في كتابها "الزوجة المستسلمة"الذي
بيعت منه حتى الآن أكثر من 100,000 نسخة في أقل من عام في الولايات المتحدة
عندما كنت زوجة جديدة في العشرين من عمري، لم يخطر ببالي أنّني سأكون في
يومٍ ما زوجة مطيعة، إذ كنت أرفض هذا المبدأ في تلك الحقبة من الزمن. كنت
أعلم أنّ الزواج مجازفة، ويعود ذلك للطلاق المؤلم الذي حدث بين والديّ،
إلاَّ أنّني مازلت مليئة بالأمل بأنّني سأتقدّم إلى الأفضل وأنّ زوجي
سيحبني بقدر ماأحبّني في الماضي، ولديّ اعتقاد بأنّنا سنجعل زواجنا يمضي
إلى الأمام؛ لأنّ فيه الكثير من العوامل التي تساعد على ذلك.
في بداية عهدي بالزواج كنتُ أعاملُ زوجي بكلّ عطف واحترام؛ وذلك لأنَّني
كنت متأثرة به جداً، وبمرور الزمن بدأت نقائصه تظهر على الأفق ممَّا دعاني
لأن أبدأ بتصحيح مساره لمساعدته ليكون في وضع أفضل. وكانت وجهة نظري في
ذلك: أنّه إذا أصبح أكثر طموحاً ورومانسية فإنّ كل الأمور بالنسبة لنا
ستكون في وضع أفضل. ولم يكن يتفاعل بصورة طيّبة حيال هذا التصرُّف من
جانبي، ورغم أنّ هدفي كان طيباً إلاَّ أن سلوكي كاد يعصف بزواجي، وكان كلما
قاوم سلوكي التوجيهي زادت محاولاتي للسيطرة عليه.. ونتيجة لذلك الصراع
أصبحنا محبطين وأكثر حساسية وعصبية.. وبعد فترة صرت متعبة من محاولاتي
المتكررة لتسيير حياتي وحياته، وأسوأ من ذلك
بدأت أحسُّ بالجفوة من الرجل الذي منحني سابقاً السعادة، وصار زواجنا في
مهبّ الريح بعد مضي أربع سنوات فقط وبدأت أعيش في وحدة قاتلة ذهبت
لطبيب،نفسي حيث عرفت أنّني كنت استعمل أسلوب السيطرة كحالة دفاعية، كما
قرأت بعض الكتب التي ساعدتني على فهم الاختلافات بين الرجل والمرأة.
وذات يوم أخبرتني إحدى صديقاتي أنّها نعمت براحة البال عندما تركت كل
الأمور المالية لزوجها، وأخرى أفادتني بأنّها لم تكن توجَّه أي انتقادات
لزوجها. كنت اعتقد أن زوجي أقل مني كنت مخطئة في ذلك، كان ذلك شعوراً
خادعاً لكي أقوم بلوم زوجي على كل الأمور الخاطئة في حياتنا الزوجيةبعد ذلك
قرّرتُ أن أسلك سلوكاً مغايراً يؤدِّي إلى المحافظة على علاقتي الحميمة مع
زوجي واحترامي لذاتي الذي بدأت أفقده في كل حالة غضب وإحباط مع زوجي.لقد
أدركت أهمية أن تذعن الزوجة لارادة زوجها عن طيب خاطر بغض النظر عن سلوك
الزوج لنيل السعادة الزوجية والأهمية البالغة لأن تتعلم كيف تحب خضوعها.
ومضت تقول : لا تحاولي أن تعلميه أو تحسني من سلوكه أو تصلحي من
شخصيته.عليك باحترامه وابتعدي عن الاستخفاف والاستهزاء به ، وتفهمي آراءه
حتى إذا كنت لا توافقيه عليها، وإذا فعلت أو قلت شيئاً دون احترام، فيجب
عليك الاعتذار ، واقبلي إجاباته دون تقديم أي انتقادات، كما يجب عليك ضبط
نفسك بعدم نقده أو تقديم ملاحظات سالبة و اعلمي أن الاحترام أكبر هدية يمكن
أن تقدم للزوج.أحد الأزواج كان يدير مؤسسة كبيرة تدر عليه الملايين.. وضع
في إحدى المناسبات السعيدة في منزله رسالة لزوجته يطلب منها احترامه،
والكثير من الرجال في العالم يرغبون في ذلك من زوجاتهم .
.
استسلمي تسعدي
إنَّ خطوات الاستسلام ( الطاعة ) التي خطوتها ساعدتني في استقرار زواجي
واحترام نفسي. واليوم أطلق على نفسي "الزوجة المستسلمة"؛ لأنّ الاستسلام هو
الذي منحني الحياة الزوجية التي كنت أحلم بها.
لا يوجد بيننا من يحسّ إحساساً طيباً عند الغضب والحدّة والسيطرة.
وبالاستسلام ستكتشفين أنّ لديك الشجاعة لإيقاف السلوكيات المحبطة مثل الجدل
العقيم، وفي الوقت نفسه ستكتشفين أنّ لديك الوقت والطاقة الكافيين لممارسة
أمور أكثر أهمية في حياتك الزوجية، مثل إيجاد عائلة أكثر انسجاماً ممَّا
يجعلك تحققين أهدافك بصورة أفضل من السابق وتحسّين بالفخر.
بدأتُ في التغيير قليلاً قليلاً.. وبدأتُ ذلك عملياً بثقتي بقيادة زوجي
للسيارة بغضّ النظر عن رغبتي في التحكّم. وثانياً: توقفت عن شراء ملابسه،
علاوة على ذلك توقفت عن اقتراف أخطاء مؤلمة، مثل انتقاد الطريقة التي
يتّبعها في صيانة السيّارة. وتدريجياً بدأت الأمور تتغيّر بيني وزوجي، وذلك
بتوقفي عن القيام بدور الرئيس وتقديم النصائح والإرشادات والانتقادات.
وحدث شيء خيالي فقد عاد الانسجام إلينا مرّة أخرى. وعاد الرجل الذي تودّد
لي مرّة أخرى وعادت العلاقة الحميمة إلى حياتنا، وبدلاً من مواجهة زوجي
بالشكاوى والنقد والجدل العقيم، صرت أحيطه بالحبّ والحنان والمودة، وصرنا
نتشارك في المسؤولية دون أن يلوم أحدنا الآخر أو يرفضه، واستبدلنا
بالمشاحنات والمشاجرات الضحك والمرح وغيرها من الأمور المبهجة.
إنّ الاستسلام عملية تدريجية، وبمرور الزمن كوّنت عادات جديدة، متى وجدت
نفسي أنزلق نحو أساليبي البالية أسأل نفسي عمّا أريد أكثر.. هل أريد
السيطرة على كل شيء؟ أم أريد زواجاً كله مودة؟ولتذكير نفسي بأولوياتي
الجديدة، فإنّني أستخدم "استسلام" ككلمة سحرية؛ لأنّها أقصر وأكثر دقّة من
قول: "توقف عن محاولة السيطرة على كل شيء".
هذا الكتاب ليس دعوة للنساء للتذلل، بل هو دعوة لكل زوجة كي تتبع بعض
المبادئ الأساسية التي تساعدها على تغيير عاداتها واتجاهاتها ومواقفها
لإعادة الوئام والمودّة إلى حياتها الزوجية ومن هذه المبادئ :
* الإقلاع عن محاولة السيطرة على زوجها.
* احترام تفكير زوجها وارائه
* إظهار الامتنان لما يقدّم الزوج من هدايا وغيرها.
* الاعتماد على زوجها فيما يتعلّق بالأمور المالية.
* العناية بنفسها وبإنجازاتها.
ومن مواصفات الزوجة المطيعة :
* غير نكدية
*تحاور بدلاً من أن تسيطر.
* ممتنة غير مستاءة.
* واثقة وليست شكاكة )
وتقول: إن الزوجة التي تختار شكل الإستسلام وتريد أن تكون لها السيطرة في
المنزل عليها أن تتعلم أولاً كيفية العناية بنفسها والتغلب على رغبتها في
الحصول على القوة والتخلص من أسطورة المساواة، وتضيف أن الزوجة المستسلمة
عليها أن تتعلم بعض الجمل التي كانت محذوفة من قاموس حياتها مثل (لا
أستطيع) و(كما تريد).. وأنه إذا اتبعت الزوجة هذا الأسلوب يقل قلقها بخصوص
العديد من الأشياء وتتخلص من خوفها من الغد، و تحصل على حياة عاطفية سعيدة
وأموال أكثر من زوجها .
وتقول لورا : إن الزوجـة المطيعة هي التي تقول "نعم" على الدوام ، وتستجيب
لكل مطالب زوجها بما في ذلك ما يتعلق بحياتهما الزوجية ، ومضت لورا قائلة :
إنها تمارس عملياً النصائح التي تقدمها للنساء مشيرة إلى أن هذا الأسلوب
أنقذ حياتها الزوجية التي امتدت إلى 11عاماً.
وقالت لورا : إنها تابعت أوضاع صديقاتها ، وأدركت أن إحداهن سمحت لزوجها
تولى أمورها المالية وأخرى لا تقدم على توجيه أي انتقاد لزوجها، لذلك أصبح
كل شيء على ما يرام في حياتهما الزوجية بعد أن استسلمتا لزوجيهما.
وهناك أعداد كبيرة تؤيد فكرة لورا حيث قالت إحدى صديقاتها : "يتضح من
معدلات الطلاق أن النساء كن يقدمن على اقتراف أخطاء خلال السنوات الثلاثين
الماضية" ،وحيث أن البرهان يكمن في النتائج الإيجابية لفكرة لورا، فإن
العديد من الأزواج والزوجات الذين اتبعوا نصائحها يشيرون إلى أنهم يعيشون
حياة زوجية هانئة .
فبحصول الرجل على السيطرة على الحياة الزوجية يتحمل كل المسؤوليات المرتبطة
بهذه السيطرة، ويتوقف الزوج عن تأنيب وتوجيه النقد لها بالإضافة إلى أن
تخلي الزوجة عن المسؤوليات يخفف من الأعباء التي كانت تجعلها دائماً في ضغط
عصبي مستمر يفسد عليها الإحساس بتناغم العلاقة الزوجية...
فهل تستسلم المرأة؟.
تعليق : بعد أن استرجلت المرأة عشرات السنين هاهي تعود لنداء الفطرة وتلوذ بمظلة الرجل مرة أخرى ،أين ببغاواتنا من هذه الجمعية .
المصدر : مفكرة الإسلام