الملل هو أحد الأزمات الكبرى والخطيرة التي تهدد الحياة الزوجية وهو أحد
الصفات التي تنتاب الإنسان بدوافع نفسية أساسها البحث عن الجديد
والاستكشاف، ورغبته في التغير والتنوع وكذلك قلقه الدائم وخوفه المستمر من
عدم مقدرته على الاستمرار دون جديد أو دون بديل.
والملل عامل مشترك يتواجد في جميع البشر تحت ظروف مختلفة وبدرجات متفاوتة
في الشدة تتوقف على مدى صبره وقوة احتماله وعلى تكوين وتركيب شخصيته وعلى
عوامل خارجية تعتمد على تكرار المؤثرات الخارجية بصورة فيها كثير من
الرتابة والروتين العقيم. ومما لاشك فيه أن الزوجة هي الدينامو المحرك
للحياة الزوجية باعتبارها محور الأسرة الذي يلتقي حوله كل أفرادها وأن
العلاقات الزوجية هي أسمى وأرقى العلاقات الإنسانية على الإطلاق، وهي
العلاقات الاجتماعية التي إذا وضعت في إطارها الصحيح أصبحت سندا منيعا
وحصناً قوياً ضد المرض النفسي بشتى أنواعه.
ومن التجارب في مجال العلاج النفسي الأسري والعلاج النفسي للزوجين تبين أن
نسبة لا تقل عن 68% من الخلافات والصراعات الزوجية يرجع سببها إلى الملل.
ويدعو هنا المختصون للقضاء على هذه الآفة الزوجية بمحاولة الزوجات التغير
المستمر حتى تظهر كل يوم بشكل جديد والشكل هنا لا يعني المظهر المادي فحسب
بل والمعنوي أيضاً فيمكن للزوجة أن تسعى دائما إلى خلق جو متجدد دائماً في
الأسرة وذلك بظهورها بمظهر لائق ومتغير من ناحية الملبس وشكلها العام.
وفى طريقتها لتجميل ووجهها وتصفيف شعرها وغير ذلك من تنويع اللمسات
الإضافية على شكلها محاولة بذلك أن تشعر زوجها أنها تتجدد وتتغير كل يوم،
كذلك يمكنها أن تخلق جوا من الحديث الجديد كلما أتيحت لها فرصة التحدث مع
زوجها بحيث يكون هناك تنوع في أسلوبها في الحديث. ويطلب من الزوجة أيضاً أن
تخلق المناسبات السعيدة المتجددة في الأسرة مثل الحفلات والزيارات
والرحلات وغيرها، وأن تراعي دائماً انتهاز أي فرصة لخلق هذا الجو من المرح
ولو كانت المناسبة بسيطة ولو لمجرد احتفال يقصد به اجتماع أفراد الأسرة دون
أي إجهاد مادي وفي حدود إمكانيات الأسرة.