ما من خلية في الجلد إلا وتغذيها نهايات عصبية، وهي قريبة من سطح الجلد
لتنقل المعلومات التي تجمعها عن العالم الخارجي إلى الدماغ حتى يدرسها
ويبني الخطط الحالية والمستقبلية للرد عليها. وهكذا نجد النهايات العصبية
التي تقوم بقراءة الحرارة والبرودة، وتميز المؤلم من الممتع، مثلما تميز
الجاف من الرطب ... إن أعصاب الجلد هي أفضل جهاز لاستقبال لمسات المتعة
والحنان.
أظهرت الأبحاث العلمية والتجارب المخبرية أن الأعصاب في الوجه حساسة جدا
للتغيرات الخارجية، وتتأثر نهاياتها العصبية بما يوضع على الوجه من مساحيق
ومواد تجميل، فقد تؤدي إلى الضرر بأعصاب الوجه، إذ تقلل مساحيق التجميل من
حساسية استقبالها للمؤثرات الخارجية كما يتأثر عملها كمستقبل لأوامر
الدماغ، الأمر الذي يفقدها حيويتها، وبالتالي لا يتلقى الجلد عناية كافية
من الدماغ مثل توريد الدم والغذاء إلى المنطقة؛ لأنَّ جهاز الإرسال
والاستقبال (النهايات العصبية) لا يعمل جيداً، وهو ما يعجل بهرم جلد الوجه
مبكراً، وستظهر التجاعيد قبل الأوان. وسيفقد الجلد ليونته ونعومته ونضارته
بسبب المواد الكيماوية التي يُطلى بها جِلدُ الوجه بكميات كبيرة ولمدد
طويلة. كما أن مساحيق التجميل تحتوي على مواد وألوان وزيوت ومواد كحولية قد
تكون مهيجة للجلد، كما أنها تسد المسامات وتعطل خروج ما يطرحه الجسم عن
طريق الجلد، ومن ثم تقل كفاءة الجلد الفسيولوجية.
ويكون الخطر أكبر إذا أضفنا عوامل أخرى مسببة لترهل جلد الوجه وشيخوخته،
مثل التدخين أو التعرض للدخان، وزيادة التعرض لأشعة الشمس الحارقة، وكذلك
جفاف الجلد، وتعبيرات الوجه المفتعلة، والسهر، والجاذبية الأرضية ودليل ذلك
أن التجاعيد وثنيات الجلد تتهدل إلى أسفل، ولم نر أحدا له تجاعيد متجهة
إلى أعلى. لذلك فينصح خبراء التجميل كل سيدة عند استعمال مواد التجميل يجب
أن تكون خفيفة جداً ولمدة بسيطة جداً، ثم يغسل الوجه بالماء لِتُفتح
مساماته وتُحَرر أعصابه وتُغذّيه الدماء المتدفقة فيه؛ ليبقى نضراً تتدفق
فيه الحياة، لذلك احرصي كثيرا على تناول الفواكه والخضار يوميا.
كيف تحمين نفسك من التجاعيد المبكرة؟
هناك بعض العادات يقوم بها الناس وتساهم بشكل كبير في ظهور التجاعيد قبل الأوان، ومن هذه العادات هناك:
* ترك أصابع اليد تعبث بالوجه او جزءاً منه كفرك العينين، أو اتكاء الوجه
على راحة اليد وما شابه ذلك. فإنَّ فَرْكَ العينين كلما شعرت الفتاة
بالحرج، يؤدي إلى إطالة الجلد وتمدده وبالتالي سقوطه بفعل الجاذبية الأرضية
ثم ظهور تجاعيد الجفنين.
* هناك عادة سحب صفحة الوجه بكف اليد أو كلتيهما من أعلى الجبين إلى ما تحت
الذقن، مما يؤدي إلى سقوط جلدة الوجه فوق بعضها البعض، وعلاج ذلك بعكس
العملية، وذلك بوضع الإبهامين تحت الفك السفلي قريباً من الحلق، والسبابتين
عند الأنف ثم تطبيق الكفين على الوجه وسحبها إلى الخلف باتجاه الأعلى (مع
ضغط خفيف جداً) مروراً بالجبهة، مع سحب الشعر بالكفين للخلف مع فروة الرأس،
لأنَّها امتداد جلدة الوجه، وتُجرى هذه الطريقة مع كل وضوء أو استحمام،
وهي طريقة يومية تعاكس قوة سحب جلد الوجه من قبل الجاذبية الأرضية.
* يلجأ الناس إلى التعبير بعضلات الوجه التي تكسّر البشرة، وخاصة التعبيرات
الاصطناعية والتي تستخدم للمجاملة، وأقلّ منها التعبيرات الطبيعية لأنَّها
تتناول جميع عضلات الوجه، أمَّا الأولى فتقوم بدفع عضلات الوجه بعضها
لبعض.
* استخدام مستحضرات التجميل بكثرة ومبالغة، ممَّا يفقد سطح الجلد فرصته في
التعامل مع الجو الطبيعي، بل يصبح حبيس المواد الضارة بالجلد، وتمنع عنه
الرطوبة والهواء، ويمنعه من إخراج النفايات التي تبقى حبيسة الجلد فتسبب له
الهرم المبكر.
* تعريض سطح الجلد للتيَّارات الهوائية، سواء الباردة أو الساخنة المباشرة
أو غير المباشرة، مثل المراوح والمكيفات المبالغ في استخدامها، ممَّا يؤدي
إلى جفاف البشرة، في الوقت الذي قد لا يستطيع الجلد من ترطيب نفسه،
فيتكسَّر ويهرم. والحل هو في عدم التعرض فترات طويلة مستمرة للتيارات
الهوائية، خاصة أثناء النوم، أو تجفيف الجلد بتيارات الهواء الساخنة، مما
يؤدي إلى تلف البشرة وتشقق جلد اليدين (كما هو في بعض الحمامات العامة
وغيرها).
* التعرض لأشعة الشمس مباشرة لفترات طويلة، وذلك بسبب الأشعة فوق البنفسجية
وخاصة ما بين الساعة العاشرة صباحا والرابعة بعد الظهر،الأمر الذي يؤدي
إلى الهرم المبكر للجلد.
* عادة السجود على منطقة الجبين أو فروة الرأس ودفع الرأس للأمام، مما يؤدي
إلى تجعّد الجبهة، والصحيح هو وضع الجبهة بهدوء بدون دفع للأمام.
* استخدام المناشف الخشنة في تجفيف الوجه وجرده من أعلى إلى أسفل، ويجب استخدام المناشف القطنية الناعمة مع التكبيس.
* حكّ الجلد المستمر بسبب وجود حبّ الشباب أو التهابات جلدية أخرى، ممَّا يؤدي إلى خشونة سطح البشرة وإحداث ندب فيها.
* عادة تمشيط شعر الرأس من الخلف للأمام، ممَّا يؤدي إلى تجعّد الجبهة.
* هناك أسباب أخرى ولكن هذه عادات شائعة لا ينتبه إليها الإنسان، فإن تخلى
عنها قلل من فرصة ظهور التجاعيد المبكرة. بل يحافظ على بشرة نظرة شابة حتى
سنين متأخرة من حياته.