الدولة : المزاج : الابراج : عدد المساهمات : 2108 تاريخ الميلاد : 24/04/1996تاريخ التسجيل : 06/05/2011العمر : 28
الموقع : سوريا لايف
الاوسمة :
موضوع: أم رمت رضيعها في الشارع وهربت الأربعاء أغسطس 03, 2011 1:53 pm
أم رمت رضيعها في الشارع وهربت
لعل الكثير منا ما تزال حكاية المسلسل الكرتوني الذي تربت عليه أجيال وأجيال والذي وجد طفلاً رضيعاً ضمن سلة بأحد شوارع باريس قبل أن يجده زوج السيدة جيرون ويأخذه إلى بيته كطفل لقيط إلى باقي الأحداث الغنية بالمواقف الإنسانية المؤثرة والتي تحمل في حلقاته التي تكرر عرضها مراراً مآسي إنسانية عاشها ذلك الصغير بعد اكتشافه أنه طفل لقيط ليذهب في رحلة البحث عن أهله.. غير أن الواقع قد يبدو أشد مفارقة وإيلاماً حتى من خيال الكاتب والرسام.. وأفلام الكرتون هذه هي الحقيقة التي كان حي الشاغور شاهداً على حلقتها الأولى.. أنين وانتباه كان الأنين الخفيف الذي يصدر من زاوية مدخل البناء فيما يعرف بساحة الملعب بالشاغور قد استرعى انتباه شخصين من المنطقة كانا في طريق عودتهما من العمل حوالي الساعة السابعة والنصف مساءً، ونظراً لعدم وضوح الرؤية جراء الليل وضعف الإنارة فقد اقتربا من مصدر الصوت.. كانت سجادة صغيرة قد لفت بشكل سريع على جسم يتحرك.. لم يكن حقيقة سوى طفل صغير في ساعات عمره الأولى يتشبث بخيط الحياة متلمساً طريقه للعيش فيها بعدما لفظته المسماة والدته من رحمها وحنان صدرها المفترض إلى الشارع مواجهاً مصيره الذي كان يسير به إلى الهلاك المحتوم لولا سارع هذان الشخصان لنجدته قبل أن يلفظ أنفاسه.. نجدة فورية تسارعت وتيرة الأحداث لتمنح فرصة الحياة لذلك الرضيع بعدما توافد أهل البناء لتقديم كل العناية والعطف المفقود والإسعافات المطلوبة كون الحبل السري كان لا زال موجوداً، وبعد حمام ساخن تم إلباسه ثياباً نظيفة تم تأمينها بالتعاون بين نساء البناء اللواتي أظهرن حماسة وعطفاً منقطع النظير في رعايته ليتم تسليمه إلى قسم شرطة الشاغور.. كان رئيس القسم وضباطه وعناصره على درجة عالية من الاهتمام والعناية بذلك الرضيع من خلال الحرص على مواكبته وتفقد أحواله خلال نقله إلى مشفى الأطفال ومن ثم إلى القصر العدلي لاستكمال الإجراءات القانونية أصولاً والتي نقل بموجبها إلى معهد زيد بن حارثة.. اليوم بدأ الرضيع حياة جديدة انفصلت عن كل ما يربطه بماضيه وماضي أهله وهويتهم مع انقطاع صلته بالماضي وسط بيئة تجمعه بأشقاء لم يقاسموه رحم أمه لكنهم جاؤوا بطريقة مماثلة قسى عليهم الزمن وتخلى عنهم الأهل ليشقوا طريقاً جديدة أكثر أملاً بالحياة.. ورمزي وهذا الاسم الذي أطلق عليه هناك يشابه في حكايته قصة ريمي وآخرون على أمل أن تكون النهاية مستقبلاً كما هي حكاية ريمي بلقاء أهله أو على الأقل من يسعون ليكون هو واحد من أهلهم..