كون المرأة أصبحت أما لا يعني أنها لا تستطيع أن تبدو بنفس درجة الجمال أو
أجمل مما كانت عليه قبل الحمل. أغلب النساء تغمرها الفرحة لحدوث الحمل
وتشعر بالسعادة حينما تصبح أما، ولكن بالنسبة للبعض فإن التغييرات العضوية
التي تحدث نتيجة الحمل والولادة قد تقلل من هذه السعادة ومن هذه الفرحة،
إذا كنت من هؤلاء فلست وحدك. لحسن الحظ فإن أحدا لن يطلب منك اليوم أن
تحبي وترضي بالواقع وبالشكل الجديد الذي صرت عليه، كما كان حال جداتنا في
سابق العهد والزمان. اليوم أصبح مقدور جراح التجميل تقديم خيارات متعددة
ومثيرة لمساعدتك لاستعادة الرشاقة والجمال والعودة إلى فترة ما قبل الحمل
أو على الأقل تحسين الواقع بدرجة كبيرة وأحيانا الحصول على وضع أفضل وأجمل
مما كان.
إذا علمت المرأة بإمكانية اصلاح الأثار التي خلفتها فترة الحمل والرضاعة
فإنها حتما ستشعر براحة نفسية كبيرة وسوف تستمتع أكثر بفترة الحمل وتحس
بالسعادة التي تحس بها كل سيدة لكونها أصبحت أما دون الخوف من أنها لن تبدو
جميلة ورشيقة بنفس الدرجة التي كانت عليها من قبل.
سوف أحاول في السطور القليلة القادمة توضيح ليس فقط التغييرات التي تحدث
بجسم المرأة أثناء وبعد فترة الحمل والولادة والرضاعة ولكن أيضا توضيح
الوسائل المتاحة والتي يمكن بها معادلة هذه التغييرات وإصلاحها دون التأثير
على نمط الحياة العصرية بما تحويه من مشاغل كثيرة ودون التأثير على
الخصوصية التي تحرص عليها كل سيدة، فقد أصبح بالامكان الان اجراء كثير من
العمليات الجراحية التجميلية بطريقة جراحة اليوم الواحد وذلك يعني أن تعود
السيدة إلى منزلها وإلى اسرتها فور اجراء العملية دون الحاجة إلى البقاء
بالمستشفى بعيدة عن ابنائها وزوجها ودون الغياب عن عملها إذا كانت تعمل.
1) شد البطن
البطن هي أكثر موضع بجسم المرأة تظهر عليه بصمات الحمل. فالبطن قد اتخذها
الجنين سكنا له لمدة تسعة أشهر، خلال هذه الأشهر يحدث تمدد تدريجي في جلد
البطن وارتخاء في عضلات جدار البطن مع تراكم للدهون تحت الجلد. هذه
الغييرات تختلف من سيدة لاخرى وتتناسب طردا مع عدد مرات الحمل. البطن هي
أيضا المكان الذي تبقى واضحة عليه الاثار التي يخلفها الحمل، مثل تشققات
الحمل وندبات العملية القيصرية والترهلات الجلدية. هذه هي أوسمة ونياشين
الأمومة التي قد تسبب ازعاجا وربما اكتئابا للبعض رغم السعادة التي تشعر
بها المرأة كونها أصبحت أما.
عملية شد البطن هي عملية يتم فيها التخلص من الجلد المترهل أسفل السرة
والشحوم المتراكمة تحت الجلد. أيضا يتم التخلص من تشققات الحمل التي تكون
في هذه المنطقة والتخلص من ندبات العملية القيصرية إن وجدت. وحسب مقدار
الترهل وكمية السحوم تكون درجة العملية، فإذا كان الترهل بسيطا والشحوم
قليلة يستطيع جراح التجميل اجراء عملية شد بطن صغرى, والتي تعتبر عملية
أبسط من عملية الشد الكامل ومن الممكن اجراؤها تحت التخدير الموضعي وتحصلين
من خلالها على تنائج أفضل.
2) شد عضلات البطن
بالنسبة للكثير من السيدات لا يكون الترهل في الجلد هو التغيير الوحيد الذي
يحدث للبطن بعد الحمل. الأمر الأكثر شيوعا هو أن يحدث ارتخاء وتمدد
لعضلات البطن نتيجة كبر حجم الرحم مما يسبب تباعد عضلات البطن عن بعضها
وربما يحدث ايضا فتق بالسرة، غالبا ما تفشل المحاولات المستمرة لإعادة هذه
العضلات لسابق عهدها سواء بالتمارين الرياضية أو غيرها. هذه الحالة لا
يمكن اصلاحها إلا بالجراحة. السيدة التي تفشل في استعادة وزنها وتفشل في
استعادة الرشاقة التي فقدتها بسبب الحمل سوف تشعر بسعادة كبيرة حين ترى
التغير الكبير الذي تحصل عليه وحين ترى القوام الذي كانت تنشده. هذه
العملية تعطي المرأة الدفعة التي كانت بحاجة إليها كي تستمر في النظام
الغذائي الذي تتبعه وفي التمارين الرياضية التي تواظب عليها.
3) تكبير الثدي
أحد التساؤلات الهامة التي تطرحها على نفسها كل سيدة مقبلة على مرحلة
الأمومة هي, هل أقوم بإرضاع طفلي القادم أم لا؟! هذا الأمر يسبب حيرة لبعض
أمهات المستقبل. الكثير من هؤلاء السيدات يقلقهن الخوف من أن الرضاعة سوف
تؤثر سلبا على شكل الثديين. الحقيقة ليست كذلك، الحقيقة هي أن الرضاعة
ليست مذنبة ولا يمكن أن تكون متهمة بل على العكس، كل الدلائل الان تشير إلى
أهمية الرضاعة الطبيعية لكل من الأم وطفلها. الرضاعة الطبيعية تمنح الأم
وابنها فوائد صحية ونفسية جمة لا حصر لها. إن التغييرات التي تحدث في
الثديين في الواقع تحدث أثناء فترة الحمل وبالتالي فإن هذه التغييرات قد
حدثت سواء أأرضعت الأم وليدها أم لم ترضعه. خلال فترة الحمل يقوم الجسم
بالاستعداد لاستقبال القادم الجديد ويبدأ الثدي في الاستعداد لتوفير الأمن
الغذائي للمولود، حيث تكبر الغدد المسئولة عن ابراز اللبن بالثدي. بعد
الولادة تصغر هذه الغدد ثانية تاركة وراءها جلد مترهل وثدي ضامر إلى حد ما،
مما يتسبب في ظهور الثدي في صورة المترهل والغير ممتلىء وهذا يفقد الثدي
الكثير من صورته الجذابة قبل الحمل. جراحة التجميل تقدم حلا لهذه المشكلة
بواسطة رفع وتكبير الثدي لإعادة الشكل الشاب للصدر. هذه العملية من الممكن
اجراؤها دون الحاجة للبقاء في المستشفى وإنما يمكن العودة إلى البيت في نفس
يوم العملية.
4) رفع الثدي
بعض السيدات يحدث لهن زيادة كبيرة في حجم الثديين خلال فترة الحمل، هذه
الزيادة ما تلبث أن تزول بعد الولادة مع فقد الكثير من الشحوم من الثدي
مخلفة ورائها تمددا شديدا بالجلد وترهلا أكثر وضوحا بالثدي، في هذه المرحلة
تحاول السيدة جاهدة بالرياضة تارة وباستخدام مختلف أنواع الكريمات التي
تصفها الدعاية الإعلامية المختلفة دون فائدة، فكل ذلك لا يصلح ترهل
الثديين. الجراحة التجميلية وحدها تستطيع رفع الثدي والتخلص من الجلد
الزائد ليعود للثدي مظهره المشدود والمرفوع، هذه العملية ايضا يمكن اجراؤها
بطريقة اليوم الواحد حيث تعود السيدة إلى منزلها بعد اجراء العملية
بساعات.
5) شفط الدهون
عملية شفط الدهون هي أكثر عملية تجميلية يتم اجراؤها الان على مستوى
العالم. شفط الدهون تحقق فائدة كبيرة للسيدات خاصة بعد الحمل والولادة،
فكثير من الأمهات الجدد تجد صعوبة في التخلص من الشحوم من بعض المواضع
بالجسم كالافخاذ والبطن والأرداف رغم اتباعها لنظام غذائي وممارستها
للرياضة. جراحة التجميل تقدم الحل الأمثل من خلال اجراء شفط للدهون بهدف
اصلاح قوام الجسم الذي تأثر من جراء الحمل والولادة. عملية شفط الدهون أيضا
تتم في أغلب الأحوال بنظام عمليات اليوم الواحد وتحت التخدير الموضعي.
شفط الدهون في حد ذاتها ليست وسيلة لانقاص الوزن وللتخلص من كميات كبيرة من
الشحوم ولكنها حتما سوف تلعب دورا هاما في تشجيع وحفز من يسعى لتخفيف وزنه
إلى الاستمرار في النظام الصحي الذي يتبعه.
6) ترميم واصلاح المهبل:
كثير من النساء تتعرض أثناء الولادة الطبيعية لجروح أو تشوهات للمهبل
والمنطقة المحيطة به تتفاوت في شدتها وفي ما تخلفه من اثار عضوية ونفسية،
بالامكان مساعدة الوالدات باصلاح وترميم هذه التشوهات من خلال عملية
تجميلية والتي غالبا ما تكون بسيطة.
7) تشققات الحمل:
تشققات الحمل هي نتيجة طبيعية للتمدد الذي يحدث في البطن لاستيعاب الجنين
الذي يكبر حجما يوما بعد يوم خلال تسعة أشهر. غالبا ما تتحسن حالة هذه
التشققات بالتدليك الذي تقوم به الام خاصة إذا كانت هذه التشققات لا تزال
في المرحلة الأولى عندما تكون حمراء اللون. أما في المراحل المتقدمة فيتحول
اللون إلى الأبيض وتصبح التشققات أكثر عمقا، عندها يصبح العلاج أكثر
صعوبة، رغم أن بعض التقارير الطبية أوضحت إمكانية الحصول على نتائج طيبة
باستخدام بعض الكريمات أو باستخدام الليزر، ولكن الذي لا شك فيه هو أن
التخلص النهائي من هذه التشققات يحدث في حالة اجراء عملية شد للبطن حيث يتم
استئصال الجلد الذي يحتوي على هذه التشققات.