حين تمخر الأماني عباب الحاضر لبلوغ شطآن المستقبل
إليكِ لآلئ الكلماتِ تُهدى
فتنتظم القصائد فيكِ عقدا
و تعشقكِ الزهورُ كأن روضاً
إذا ذُكرتْ شفاهكِ صار خدّا
و أقطف من سما لغتي حروفاً
فأنثرها على قدميكِ وردا
و أغمس في مشاعرنا كلاماً
ليَخرج من فم الصفحاتِ شهدا
و أبعثني إلى أذنيكِ لحناً
يُضيء حدائقَ الخلجاتِ ودّا
أنا شفتاكِ ألثمُ ذكرياتي
و أسرقُ من يدِ اللحظاتِ وجدا
و أنتِ يدايَ تسكبُ أمنياتي
و تُنبتُ بسمةَ الظُلماتِ نهدا
بصوتكِ يستفيقُ دمي وروداً
و يوقظُ خافقي مطراً و رعدا
أكاد أصيح بين يديكِ لوناً
لترسمَ بي عيونُ هواك رُشدا
أحبّكِ تحرقينَ أسىً بشوقٍ
و تختزلينَ بالقبُلاتِ بُعدا
أحبّكِ فلّ أغنيةٍ يصلّي
بباب خواطري ليصيرَ أندى
أحبّكِ بحرَ قافيتي..سماءً
يُجاوزُ عشقها الغجريُّ حدّا
أحبّكِ يا خطى الضحكاتِ فينا
و يا نغمَ الهيامِ يسيرُ جُندا
أحبّكِ يا جداولَ وشوشاتي
لنُطفئ بالمحبّةِ تلكَ حِقدا
أحبّكِ يا ربيع غدي ضياءً
لنحفرَ للظلامِ هناكَ لحدا
أحبّكِ يا أصابعَ مفرداتي
لنخدشَ بالهوى العربيِّ جِلدا
أشيّدُكِ الحكايةَ في فؤادي
و أهدمُ منْ جراحيَ ما تحدّى
أعلّمكِ السرورَ فعلّميني
لأخفيَ من دموعكِ ما تبدّى
إذا شربتْ جفونكِ نور وجهي
تفتّح بؤبؤُ الهمساتِ وعدا
أظنّكِ للأنوثةِ سيف معنى
سيقطعُ حالكاً فأكون غمدا
أراكِ تلوّنين بزقزقاتي
نوافذَ حلمنا..تقِفين عهدا
تُحاصركِ الدفاتر حول شِعري
و تتبعُكِ البحار إليَّ مدّا
تُعانقُكِ الفراشة في سطوري
لأنّكِ أجملُ الزهَراتِ قدّا
و تُبصركِ الهضابُ بياضَ ثلجٍ
فترسل دافئَ النظراتِ بردا
و تحضُنكِ المآذنُ بسملاتٍ
و أدعية معطّرةً و حمدا
و تحسَبكِ الشوارعُ شمسَ عيدٍ
تداعبُ طفلتينِ مها و هندا
فتنسجُ من شعاعكِ هندُ ثوباً
تطرّزهُ مها شرَفاً و مجْدا
مداكِ كأزرقِ اللمساتِ موجٌ
فما عشقَ الشّراعُ سواكِ لندا.