لا تناديني سأرحل........
إنَّ صوتاً باتَ يصرخ
إنَّها تلالُ ضيعتِنا العتيدة وشجيراتٌ راحَتْ تتنامى بينَ أشواكٍ وغلٍّ
هاك ذاك الصَّدى قَدْ عادَ ألَمْ تسمعي
تناديني ذرَّاتُ الثَّرى الطَّاهر لتعيدَني إلى حضنٍ عليهِ اتَّكأْتُ وفوقَه شمَخْت
هاك تِلْكَ الزَّغاريدُ توقظني لأسْتعيدَ دهراً أمضيتُهُ بَيْنَ البساتيْنِ الرَّبيعيَّةِ
كلُّ ما حولي يناديني سأذهب
لكن إيَّاكِ أَنْ تودّعيني فأَنا باقٍ
في دمِ أَولادي وعروقِهم وقلوبهم....
في شرايينِ أَشجارِنا وغذاءِ ثمارِنا....
سوفَ أَبقى في نظراتِكِ التي تعلو بالدّعاءِ....
في كلِّ أنشودةٍ ترنُّ في مسامعِ الأَحرارِ....
إِنَّ جسدي المغتربَ قَدْ تَاقَ للعودةِ طفلاً في التّرابِ..........
تَاقَتْ روحي المتعبَةُ إلى مهدي بَيْنَ أقحوانٍ يُنْشِدُ أغاني النَّصرِ............
على أكفِّ هذا الغديرِ إِنْ رأيْتِ الزَّرعَ ينبتُ....
إِنْ رأيْتَ النَّهرَ يضحكُ....
إِنْ رأيْتِ القمرَ يغنّي....
تأكَّدي أَنّي سأبقى....
تذكَّري أَنّي بخيرٍ بَيْنَ حبَّاتِ ثرى أرضي....
سأتّكئُ عليها كما يتّكئُ نجمٌ على سفوحِ القمرِ....
وسأرتمي لأنامَ نومي الأبديَّ فيها كما ينامُ خيطُ نورٍ بَيْنَ أَحضانِ الشَّفقِ
لا تناديني سأَرحلُ إِلى بلادي....
سأَكونُ بَيْنَ رفاقِ النّضالِ
فالسَّلام............