قال
مدير عام المؤسسة العامة للاتصالات المهندس "بكر بكر" أن قيمة الكابلات
النحاسية التي تمت سرقتها خلال الأحداث الأخيرة تزيد على 300 مليون ليرة
سورية ، وهي بأطوال تصل إلى مرتبة مئات الكيلو مترات ومن القياسات
المختلفة، مشيراً إلى ترميم مناطق على حساب مناطق أخرى لأن الكميات محدودة.
وعن تأمين البدائل للكابلات المسروقة أو التي تم
تخريبها ، قال" بكر" أن لدى المؤسسة على التوازي عقوداً لتوريد كابلات
وتجهيزات وملحقات إضافية تصل نسبتها إلى 10% إضافية على الكميات المستوردة.
وبحسب صحيفة "الوطن"، أضاف"بكر" : "خلال الأحداث
الأخيرة، هناك مناطق ظلمت في جانب توسيع الشبكات بعد أن أخذنا المواد
المخصصة لها وقمنا بتركيبها بدل الشبكات التي سرقت في أماكن أخرى، علماً أن
بعض تلك المناطق التي ظلمت لم يكن فيها خدمة أساساً، ولكن المناطق التي
حصلت على مخصصات المناطق الأخرى كانت فيها الخدمة مسبقاً وانقطعت نتيجة
السرقة والتخريب ،ولذلك حصلت بعض المناطق على حصة مناطق غيرها من الكابلات،
ومبرر ذلك أن الأولوية في هذه الحالة هي لمصلحة المواطن الذي عنده هاتف
وانقطعت الخدمة فلا ذنب له بذلك والواجب هو إعادة الخدمة له".
وفيما يتعلق بكابلات الألياف الضوئية ، قال "بكر":" تم
قطع هذه الكابلات في عدة مناطق ومنها ما هو مقصود وغيرها دون قصد حيث إن
المقصود كان بهدف إحداث تخريب وبلبلة، أما غير المقصود فكان طمعاً بوجود
معدن النحاس فيها لبيعه والاستفادة من ثمنه".
و أشار "بكر" إلى أن فرق الصيانة حضرت دائماً وعلى مدار
الساعة، وكانت تتم إعادة الكوابل المقطوعة أو المسروقة إلى العمل خلال
ساعات معدودة، ما جعل انقطاع الخدمة لفترات قصيرة جداً نسبياً ومن مرتبة
الساعة والساعتين.
وعن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الأخرى غير
الكوابل المسروقة والمقطوعة ، لفت "بكر" إلى أن معظمها أصاب الشبكة
الخارجية وهناك مئات من مجموعات التوزيع مخربة وعلب التوزيع أيضاً.
وفيما يتعلق بمحافظة ريف دمشق ، قال"بكر" : " نقف اليوم
أمام واجب وحملة صعبة للغاية وهي ليست سهلة على الإطلاق لإعادة إصلاح ما
يمكن إصلاحه واستبدال ما تم تخريبه بالكامل، وعلى مستوى المقاسم يمكننا
القول إنه لا مشكلة لدينا فيها وهي أقل الأماكن تضرراً بسبب الأحداث
الأخيرة".
ورداً على سؤال حول مطالبة أهالي بعض المناطق باستبدال
كابلات الشبكة الهاتفية بمحطات لاسلكية مادام استهداف الكابلات بين قطع
وسرقة طال جزءاً واسعاً من البنية التحتية ويمكن أن يكون مستمراً، قال
"بكر":" إن ضعاف النفوس لم يوفروا خلال الأحداث الأخيرة الشبكة الهاتفية
سواء المعلقة (الهوائية) أم المطمورة تحت الأرض".
وكشف أن منطقة سعسع في محافظة القنيطرة، على سبيل
المثال، كان فيها استقامة لكابل هاتفي يبلغ طولها عدة كيلومترات نحاسية
وتمت سرقتها بشكل كامل.
و قال "بكر" :" إن نيّة تحميل خدمة الهاتف الثابت من
الكابلات النحاسية إلى شبكة لاسلكية تفادياً للسرقة والتخريب تحده الكثير
من المعوقات منها توفر الترددات التي يجب استخدامها لهذا الغرض حيث إنه من
غير الممكن استخدام الهاتف الأرضي على شبكة لاسلكي في كامل مناطق الريف
السوري، فالطيف الترددي ليس ملك المؤسسة لأنها مخصصة بعدد معين من القنوات
الترددية لخدمة الهاتف اللاسلكي (WCDMA)، ومع ذلك هي ليست متاحة في كل
الأماكن وأي تداخل مع ترددات أخرى يتسبب بتوقف الخدمة ولذلك فإن تطبيق
الخدمة يتم بعد دراسات وتنسيق مع الطيف الترددي والتأكد من وجود تداخلات".
وأضاف :" هناك الكثير من النقاط الحدودية التي يوجد
فيها بعض الترددات المتداخلة ومنها في محافظة الحسكة التي شهدت تداخلاً
لبعض الترددات مع دولة مجاورة ما منع تطبيق هذه الخدمة واستثمارها ، إضافة
إلى أن توفير الطيف الترددي في المناطق المستهدفة بالخدمة يتطلب ضرورة
توافر خط النظر بين المحطة ومكان وضع البرج وغيرها".