شهدت مدينة حماة أوسع حملة عسكرية شنها النظام السوري ضد “الإخوان المسلمين” في حينه, وأودت بحياة عشرات الآلاف من أهالي مدينة حماة.
بدأت المجزرة في 2شباط عام 1982 م واستمرت 27 يوماً. حيث قام النظام السوري بتطويق مدينة حماة وقصفها بالمدفعية ومن ثم اجتياحها عسكرياً, وارتكاب مجزرة مروعة كان ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين من أهالي المدينة. وكان قائد تلك الحملة العقيد رفعت الأسدد شقيق الرئيس حافظ الأسد آنذاك .
ورغم مضي الأعوام إلا أن ما شهدته تلك المدينة التي تتوسط الأراضي السورية ويقطنها قرابة 750 ألف نسمة يعتبر الأكثر مرارة وقسوة قياساً إلى حملات أمنية مشابهة. فقد استخدمت حكومة الرئيس السوري حافظ الأسد الجيش النظامي والقوات المدربة تدريباً قاسياً ووحدات من الأمن السري في القضاء على المعارضة واجتثاثها.
صمت السوريين عن هذه المجزرة أمد القاتل بأسباب البقاء، وسمح له بالقتل دونما محاسبة، وسمح لحافظ الأسد بتوريث السلطة لابنه.
ذات الصمت من قبل شريحة واسعة من السوريين يمد القاتل ابن القاتل بالبقاء، “حوالينا ولا علينا” شعار لازال إلى يومنا هذا معشعشاً في ذهنية البعض خشية من أن تطاله نيران نظام الأسدين، الذي لم ولن يتوان عن إحراق وتدمير وقتل كل من يفكر بالخروج عن طاعته.
المعزوفة واحدة لم تتغير بين الاب والابن طيلة ثلاثة عقود، “الإرهاب” حجتهم، والقتل وسيلتهم، والكذب أسلوبهم، لمواجهة تطلعات الشعب السوري بالحرية والكرامة والخلاص من نظام طائفي لم يوجه طلقة بوجه اسرائيل بل ادخرها لقتل السوريين، وفي المجزرتين وقف ويقف العالم صامتاً أمام هول ما يواجهه الشعب السوري .
33 عاماً سقطت معها الجريمة بالتقادم، فلا يزال أحد أبرز المسؤولين عن المجزرة (رفعت) ينعم بالعيش في كنف عدالة الغرب، ويوزع الإنسانية عليهم من باريس دونما أية محاسبة أو محاكمة، ولا يزال ابن اخيه بشار يمارس القتل بحق السوريين منذ ما يقارب الأربعة سنوات.
“حافظ ورفعت” و”سرايا الدفاع” 1982، ذات السيناريو مع تبدل في الأسماء “بشار وماهر” و”الفرقة الرابعة” 2011 إلى يومنا هذا، والضحية واحدة في السيناريوهين “الشعب السوري”.