على الأب أن يكون الرفيق والمعلم والمرشد الأخلاقي والمحامي ، إضافة إلى كونه مؤمن الرزق للبيت .
صحيح أننا في الماضي لم نعر الاهتمام الكافي لدور الأب في حياة الأولاد ،
وهذا أمر طبيعي ، إذ أن الأم هي التي تقوم إجمالاً بما يتعلق بتربية
الأولاد ، ويمضي وقتاً أكثر من زوجها مع أولادها ، ولكن منذ عشرين سنة بدأت
الأبحاث تركز على دور الآباء ، وأعترف الأخصائيون بأنهم بالفعل كانوا
يتجاهلون أهمية هذا الدور .
فاليوم حسب الإحصاءات العالمية يمضي الآباء 33% من وقتهم مع أولادهم ، وهي
نسبة عالية مقارنة منذ 20 عاماً ، حسب إحدى الدراسات يمضي الأب اليوم من
ساعتين إلى ثلاث ساعات مع أولاده ، بينما 12 دقيقة يومياً من 53 عاماً ولكن
ليس مفهوم الوقت هو المهم إنما نوعية تواجد الأب في حياة أولاده هي التي
تهمنا.
نعم الأب دور مهم في تربية وتأثير عميق في حياتهم ، ويتلخص هذا الدور في
النقاط التالية : إن الأب بكل بساطة مختلف عن ألم في أسلوب تواصله مع
الأولاد ، وكأن هناك شفرة بينه وبين ولده ، أو على الأقل مميزة ، وغالباً
ما تكون الأم غير مدركة لنوعية هذه الصلة ، أنما يأتي الولد ويوضح لها
بنفسه هذا الأمر عندما يقول لها مثلاً بابا يرسم أحسن منك " أو" بابا علمني
هكذا أحسن منك.
إذا راقبنا كيف يحمل الأب المولود الجديد ، نلاحظ أنه عندما يقترب منه يبدأ
أولاً بدغدغته ثم يحمله في الهواء وينططه إلى الأعلى ، والأولاد يحبون ذلك
كثيراً ، فهناك دراسة بينت أن ابن الثمانية أسابيع يستطيع أن يميز بين
الذكور والإناث عندما يقتربون منه ، فعندما يتوقع المولود أن والده يقترب
منه ليحمله يفتح عينيه كثيراً ويرفع كفيه وتتسارع دقات قلبه وكأنه يتنبأ
بالإثارة ، وبالفعل يشبه الأب هنا نسخة عملاقة من إحدى الألعاب البراقة
التي تصدر جميع أنواع الأصوات لأولادنا لإثارة حواسهم .... إن هذه الإثارة
الحسية الجسدية مهمة جداً للدماغ في مرحلة النمو.