الرجل يتهم زوجته بالثرثرة عند الحديث
معها، وقد يصل الزوج إلى حد الجنون إن كانت زوجته ثرثارة بالفعل، ولكن
نصيحتنا لك عزيزي الزوج أن تقدر الكنز الذي بيديك في حين أن النساء تهتم
بسرد التفاصيل يعتبر الرجال ذلك ثرثرة لا داعي منها
لغة ناعمة
نعم إنها كنز عليك الاحتفاظ به، لأنها تساهم بقدر كبير في زيادة قدرات
أبنائك العقلية . هذا ما تؤكده الدكتورة مشيرة عبد الهادي، اختصاصية أطفال،
لذلك ينصح أطباء الأطفال دائماً، خاصة عندما تشتكي الأم أن ابنها يعاني
مشاكل من الكلام، بأن تتحدث الأم مع أطفالها حتى وهي تمارس أعمالها اليومية
وهم بجانبها. ويرى الأطباء واللغويون أن الأمهات الثرثارات يساعدن أطفالهن
على اكتساب مدى واسع من الكلمات والألفاظ، مؤكدين ضرورة أن تبدأ الأم
بالتحدث مع طفلها منذ بداية تكوينه وحتى أثناء الحمل، ذلك لأن للجنين قدرة
فريدة على السمع".
تضيف الدكتورة مشيرة: "أنصح الأم دائماً بالتحدث مع الطفل عند ممارسة أي
نشاط عادي، وذلك حتى يتمكن من الربط بين الكلمات والأفعال، أقترح أيضاً أن
تقوم الأم بعد أصابع الطفل بصوت عالٍ ليستطيع التعرف على الأرقام، فلغة
المرأة غالباً ما تكون ناعمة وبسيطة، والطفل يفهمها بسهولة".
أطفال أذكياء
لا تتوقف مميزات الأم الثرثارة على تنمية قدرات الأطفال العقلية فقد، بل
تمتد ليكونوا أطفالاً أكثر اجتماعية وتواصلاً مع الآخرين، هذا فضلاً عن
اكتسابهم ثروة لغوية في سن مبكرة . هذا ما اكدته أحدث دراسة أمريكية،
معتبرة أن الأم الثرثارة امرأة محظوظة لأنها تنجب أطفالاً أذكياء، إذ أجمع
اختصاصيو اللغة بجامعة بوسطن، أنه كلما سمع الأطفال الرضع كلمات أكثر،
كانوا أسرع في التكلم.
ومن المعروف أن الأطفال الرضع أكثر قدرة من الأطفال الأكبر سناً على التقاط
الكلمات والألفاظ والاستماع لكل كلمة أو لفظ يصدر عن الأم، وفي هذا الإطار
أثبتت الدراسة الأميركية، أن أطفال الأمهات الثرثارات يملكون كماً من
الكلمات والألفاظ في عمر 20 شهراً أكثر من أطفال الأمهات الهادئات بنحو 131
كلمة إضافية. ويرى الأطباء واللغويون الذين أشرفوا على إعداد هذه الدراسة،
أن الأمهات الثرثارات يساعدن أطفالهن على اكتساب مدى واسع من الكلمات
والألفاظ
من جانبها تنصح الدكتورة مشيرة عبد الهادي الآباء والأمهات بالتحدث مع
أطفالهم حتى وهم يعملون، وعند ممارستهم نشاطهم العادي، وذلك حتى يتمكن
الطفل من الربط بين الكلمات والأفعال، حتى أنها تقترح أن تقوم الأم بعد
أصابع الطفل بصوت عالٍ ليستطيع التعرف على الأرقام.
عمرهن أطول
في حين أنه ذهبت بعض الدراسات إلى أنه لا توجد امرأة ثرثارة لأن عدد
الكلمات التي تنطق بها النساء مساوٍ تقريباً لعدد الكلمات التي يتفوه بها
الرجال، إلا أن أثبتت دراسة حديثة أخرى أن الثرثرة تطيل من عمر النساء.
والدراسة التي أجراها الخبراء في مركز البحوث الاجتماعية البريطاني
بأكسفورد، أفادت بأن الثرثرة المحدودة مفيدة فهي تطيل العمر وتغذي الروح
وتساعد في التقارب مع الآخرين، ووجد الخبراء أن الأشخاص الذين يمارسون
هواية الثرثرة المعقولة، يملكون شبكة علاقات اجتماعية كبيرة وغالباً ما
يعيشون نمط حياة صحياً لأن حديثهم عن الآخرين، يحرر مشاعرهم وأحاسيسهم
ويقلل من التوتر والكبت.
مأساة الرجال
تقع في الغالب مأساة الرجال مع زوجاتهن الثرثارات، بحسب علماء النفس، إلى
أن الرجل لا يهتم بالتفاصيل التي تعشقها المرأة ويكتفي بالحدث فقط وهو ما
لا يشبع فضول المرأة، ومن هنا تكون شكوى الأزواج .
وفي دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة،
اتضح أن 23% من المشاكل الزوجية سببها ضيق الزوج من ثرثرة المرأة وكلامها
بمناسبة ومن دون مناسبة، وعلى الرغم أن ذلك يبدو عاملاً سطحياً لحدوث
خلافات حادة بين الزوجين قد تؤدي بهم في النهاية إلى الوقوف أمام محاكم
الأسرة طلباً للخلع، لكنها حقيقة يؤكدها خبراء علم النفس والاجتماع.
من جانبها توضح الدكتورة إنشاد عز الدين- أستاذة علم الاجتماع بكلية آداب
جامعة القاهرة- أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تحيط بأي أسرة تؤثر
بشكل أو بآخر في العوامل النفسية التي تتحكم بمدى تقبّل كل من الزوج
والزوجة لصفات الآخر وتكيفه معها. فمثلاً عندما يكون الزوج من الذين يظلون
في عملهم طوال ساعات النهار، فإنه بالتالي يأمل عند عودته للمنزل أن يجد
الراحة، إلا أن الزوجة، خاصة إن لم تكن عاملة، فإنها بمجرد دخوله من باب
البيت، تمطره بوابل من الأحاديث التي لا تنتهي عن أحوال المنزل، وبما أنه
متعب، فإنه يعتبر ذلك منها ثرثرة لا لزوم لها ويظهر ضيقه وضجره، ومن هنا
تبدأ المشاحنات التي قد تؤدي إلى خلافات حادة آخرها الانفصال.