<blockquote class="postcontent restore ">
«فن
النساء في السجن» ليس معرضاً يحكي عن «موضوع» من خارجه، بل يدخل في صميمه
ويبقيه في «بيئته الطبيعية» إذ يقام حالياً في أحد سجون مونتريال للنساء،
وهو مفتوح لعموم الزوار ويستمر حتى 16 حزيران (يونيو) المقبل. وهذا
المعرض الذي يعتبر الأول من نوعه في كندا، اشتركت في إنجازه 49 نزيلة في
سجن واحد.
ووفق
جمعية «إليزابيت فراي» الكيبيكية، المدافعة عن حقوق السجينات، وهي صاحبة
المبادرة، فإن المشروع انطلق من فكرة مؤداها أن «الفن يحرك مشاعرالسجينات،
ويغير أفكارهن، ويسمح لهن بحرية التعبير عن رؤيتهن للحياة داخل السجن
وخارجه».
وفي
ظل حراسة مشددة، تعرض في باحة سجن «جولييت» في مونتريال، مجموعة من
الأعمال الفنية، بينها رسومات مائية وزيتية يتناول بعضها لائحة الممنوعات
التي وصفت بأنها «تكتم أنفاس السجينات، وتحظر عليهن الإدلاء بأية معلومات،
أو تصريح، أو حتى إبداء الاستياء والغضب أمام الإعلاميين أو منظمات حقوق
الإنسان». أما جناح الصور الفوتوغرافية، فيضم «ألبومات» كبيرة، فيها صور
تجسد المعاناة والعزلة والاكتئاب، وغيرها من مشاعر اليأس والإحباط وقسوة
القيود وكمّ الأفواه. ولترجمة تلك المعاناة، لجأت سجينات إلى الوسائل
السمعية - البصرية، فأعددن تسجيلات على شرائط فيديو وأقراص مدمجة، لمخاطبة
الزوار مباشرة وبث رسالة معبّرة إلى المعنيين بحالهن. ففي بعض اللقطات
يبدي بعضهن احتجاجاً صارخاً على أداء إدارة السجون التي «لا تلتزم الحد
الأدنى من الحفاظ على آدمية السجينات»، كما يتحدثن عن «خوفهن الدائم من
الاعتداءات الجنسية والإجراءات المشددة والرقابة الصارمة».
وعلى
هامش المعرض تنظم سلسلة من اللقاءات والحوارات، بين الزائرين والسجينات،
تتمحور في مجملها حول معاناتهن اليومية، وإعادة تأهيلهن، والعلاقة بين
الفقر والسجن، إضافة إلى الاعتبارات العائلية والاجتماعية والقانونية
والاقتصادية التي تترجمها إحدى السجينات بقولها «إن العودة إلى الحياة
الطبيعية ليست بالأمر السهل، والرأي العام لا يرحم، والعثور على فرصة عمل
او استئجار مسكن يتطلبان شهادة براءة قضائية».
أما
جمعية «إليزابيت فراي» فترى أن «لجوء السجينات إلى الفن، كوسيلة للتعبير،
يدل على أن الحرية، وإن كُبتت، لا تنصاع لمن يريد مصادرتها أو استئصالها
من النفوس».
</blockquote>