جهاد التربية
لا شك أن الأعداء يريدون اقتلاع الحس الجهادي وجانب القوة العقدي المتمثل في التربية الإيمانية للناشئة ، ولذلك ركز الأعداء على التعليم الإبتدائي لأبنائنا ووصموا كل ما يمت إلى الإسلام الصحيح بصلة بالتعليم "المتطرف" ، فتجاوبت معهم كثير من الحكومات التي غيرت ما بقي من مناهجنا الإسلامية لتتوافق ومخططات الأعداء .. ومن هنا يأتي أهمية جهاد التربية:
_1عليك أخي بتربية أبنائك تربية إيمانية بعيدة عن المؤثرات المخالفة لمنهج القرآن والسنة ، وإن كنت لا تستطيع ذلك ، فسلمهم إلى بعض طلبة العلم أو العلماء العاملين يؤدبونهم كما كان يفعل خلفاء المسلمين وأمرائهم. (وقد عمد بعض الناس في أحد الأحياء إلى الإتفاق مع طالب علم لتأديب أبنائهم في مسجد الحي مقابل سعر رمزي يدفعه الآباء ، فكان في ذلك الخير الكثير ، ولله الحمد).
_2 شجع أبنائك على البذل للجهاد والمجاهدين ، وحبذا لو تجعل لهم أهدافاً يجمعوا لها ، كأن تقول لهم: ثمن طلقة الكلشنكوف 3 دولارت ، وثمن الكلشنكوف 2000 دولاراً وثمن قاذف (r-b-g) يبلغ 12000دولاراً ، وثمن الكيلو الواحد الخام من مادة (t-n-t) المتفجرة التي يستخدمها الاستشهاديون في فلسطين هو 100دولاراً (هذه الأرقام نشرتها كتائب القسام في موقعها) ، وعليك بمتابعة هذا الأمر معهم فيشبوا على حب البذل والجهاد والمشاركة الإيجابية الفعالة في قضايا أمتهم.
_3 علّم أبنائك الفرق بين المسلم وغير المسلم ، وأن من لم يكن مسلماً فإنه كافر يخلّد في النار أبداً ، وأن الله لا يقبل غير الإسلام ديناً ، فينشأ ابنك وله شخصيته الإسلامية المستقلة البعيدة عن الإنهزامية النفسية.
4_إياك ، ثم إياك ، ثم إياك أن تسلم ابنك للتلفاز يربيه اليهود والنصارى والمنافقون ، فيشب: شبه رجل ، ونصف مسلمٍ. أنت مسؤول أمام الله عن تربية ابنك (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). إن جهاد التربية من أعظم أنواع الجهاد في عصرنا فإياك أن يؤتى الإسلام من قِبَلك.
_5علّم إبنك أنه ليس كغيره من البشر ، وأنه صاحب رسالة في هذه الدنيا ، وأنه يجب عليه إبلاغ دين ربه للعالم ، وأن عليه ِحمل تغيير واقع هذه الأمة ، فيشب ابنك عالي الهمة ، جاد مجتهد ، ولا تقل: وما عسى أن يفعل ابني الصغير ، فكل الرجال العظام كانوا أطفالاً صغاراً ، وكثير منهم لم يكن آبائهم أصحاب نفوذ أو سلطان ، ومع ذلك غيروا وجه التاريخ.
_6 لا يعني كونك تعلم أبنائك العلم الشرعي أن تنسى العلم الدنيوي ، فالعلم الدنيوي تبع للشرعي وقد يكون تعلمه واجباً على أفراد الأمة . نريد المهندس المبتكر ، والطبيب الحاذق ، والتاجر الناجح. وليكن الأصل في التعليم هو الشرعي فيكون كالقاعدة يُبنى عليه التعليم الفني وليس العكس ، لأنه إذا تعلم الدنيوي أولاً أصبح هذا أساساً يقيس عليه الشرعي وهذا لا يستقيم.
_7 دع عنك "ليلى والذئب" و "الأميرة والثعبان" ، وجنب ابنك مشاهير الرياضة والفن (العفن) الهابط السخيف ، وعليك بقصص الأنبياء والصحابة ، أشغل بها أبنائك فيشبوا على بطولات سيف الله خالد بن الوليد ، وعلى إقدام الزبير بن العوام ، وعلى رقة أبي بكر وشدة عمر ، وعلى قوة علي وحياء عثمان ، وعلى فقه ابن مسعود وأمانة حذيفة بن اليمان.
8- لا تجعل من ابنك نعجة تملأ جوفها طعاماً فيسمن ويترهل ، ويخمل ويكسل ، ولكن علّمه الشدة والقسوة وشغف العيش. إمنعه من الطعام في بعض الأوقات ، خذه إلى الصحراء تلفعه الشمس ، واجعله يصعد الجبال ليتقوى ويخشوشن ، ألقِ به في البحار والأنهار ليقارع الأمواج. لا نريد ذكوراً يخافون ظلَّهم ، بل نريد رجالاً يخاف الأعداء من ظلّهِم.