منذ ما يزيد على الثلاثين عاماً ظل المواطن محمد علي البزي مواظباً على أداء مهام وظيفته الادارية في مستشفى صقر التابعة لمنطقة رأس الخيمة الطبية من دون الحصول على اجازة سنوية. والغريب في الامر ان البزي (54 عاما) المقيم في منطقة الظيت هو الذي حرم نفسه من الاستمتاع بالعطلات السنوية.
ويبرّر البزي ذلك بقوله: لم أر لزوماً لعطلة تحرمني من مزاولة عملي الذي أعشقه. وكان البزي بدأ في العام 1973 عمله بمنطقة رأس الخيمة الطبية، ومنذ ذلك الحين لم ينقطع عن مقر عمله. وما يحكى عنه انه كان اول العاملين مجيئاً وآخرهم مغادرة.
وبعكس ما يفضل الآخرون فإن البزي لم يغادر أرض الدولة بدافع الترويح عن النفس، وفلسفته في ذلك تقوم على «أنه ما من مكان في الكون أحلى من ديرتنا». وقبل فترة من الزمن، أثار البزي دهشة زملائه في العمل حين تقدّم بطلب الحصول على اجازة لأيام معدودة. ولأن تلك كانت المرة الأولى التي يقف فيها البزي امام موظف العطلات فقد قوبل طلبه بكثير من الاستغراب.
وعلق البزي قائلاً: خطر لزملائي انني «اتغشمر»، وبينهم من قال لي كيف تطلب إجازة وانت ما زالت على قيد الحياة!!
وبالطبع، فقد حصل البزي على عطلة مدتها 90 يوماً ومع ذلك لم يغادر رأس الخيمة فقد امضاها في منزله حيث يقيم وابنه الوحيد بعد وفاة زوجته، كما انه التقى الاصدقاء في مجالسهم وزار الأقارب.
وقد اسفرت هذه العلاقة الوطيدة بين البزي والوظيفة العامة عن رصيد وافر من العطلات يبلغ 990 يوما ويقول الببزي ان علاقته بالوظيفة تأثرت سلبا نتيجة تقدم العمر، مشيراً الى انه من الاهمية بمكان الترجّل عن صهوة العمل لإفساح المجال امام جيل الشباب. ويرى الكثيرون في البزي موظفاً نموذجياً هام عشقاً بالوظيفة العامة ويستحق التقدير.