الدولة : المزاج : عدد المساهمات : 2362 تاريخ التسجيل : 06/05/2011الموقع : سوريا لايÙ
الاوسمة :
موضوع: وقوع التمييز نكرة بعد فاعل نعم وبئس الخميس يوليو 14, 2011 12:26 am
للنحاة في انتصاب النكرة على التمييز بعد ( نعم وبئس ) مع الفاعل الظاهر قولان :
الأول : المنع ، وإليه ذهب ابن السراج ، وابن هشام ، والأشموني ، والسيوطي ، فلا يصح عندهم أن يقال : نِعْمَ الرجلُ رَجُلاً زيدٌ ، حيث جاء التمييز ( رجلاً ) منصوبا بعد الفاعل الظاهر ( الرجل ) .
الثاني : الجواز ، وإليه ذهب المبرد ، والفارسي ، وابن جني ، وابن مالك ، وآخرون .
وذكر الإمام العيني هذه المسألة النحوية في شرحه ، واحتج على الجواز بالحديث الذي رواه الإمام البخاري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : { نِعْمَ المَنِيْحَةُ اللِّقْحَةُ الصّفِيُّ مِنْحَةً ، والشاةُ الصَّفيُّ تَغدُو بإِناءٍ وَتَروُحُ بإناءٍ } ، فقد جاء التمييز ( مِنْحَةً ) منصوبا بعد ذكر الفاعل الظاهر ( المنيحة)، قال العيني في معرض شرح هذا الحديث : ( قوله ( منِْحَةً ) نصب على التمييز ، وفيه وقوع التمييز بعد فاعل نعم ظاهراً ، وهذا منعه سيبويه إلا مع الإضمار ، وجوَّزه المبرد وهو الصحيح .
وما ذهب إليه الإمام العيني من جواز مـجيء التمييز نكرة بعد ذكر فاعل ( نعم ) ظاهرًا هو الذي يؤيده السماع الصحيح ، ومنه الحديث الشريف الذي احتج به ، ومن السماع الصحيح أيضًا ؛ ما نقل عن الصحابة ، ومنه ما رواه البخاري : قول امرأة عبد الله بن عمرو وهي تتحدث عنه : { نعمَ الرجلُ من رَجُلٍ ؛ لم يَطَأْ لنا فِرَاشا ، ولم يُفَتِّشْ لنا كَنَفاً مُنْذُ أتيناهُ } ، و ( مِنْ ) زائدة ، و ( رَجلٍ ) اسم مجرور لفظا منصوب محلاً على أنه تمييز للفاعل الظاهر ( الرجل ) .
ومن النثر قول الحارث بن عباد : نعمَ القتيلُ قتيلاً ، أصلحَ بين بكرٍ وتغلب .