بسم الله الرحمن الرحيم
البدل لغة:العوض،ومنه قوله تعالى:﴿ عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَا ﴾[القلم:32].
أما اصطلاحا فهو:" التابع المقصود بالحكم بلا واسطة ".
فقولنا:"التابع":جنس في التعريف يشمل جميع التوابع.
وقولنا:"المقصود بالحكم":مخرج النعت والتوكيد وعطف البيان،لأنها مكملة للمتبوع المقصود بالحكم،لا أنها هي المقصودة بالحكم.
وقولنا:"بلا واسطة":مخرج لعطف النسق،فإنه وإن كان تابعا مقصودا بالحكم ولكنه بواسطة،وهي:حرف العطف.
مثلا: حكم الخليفة عمر بالعدل.
فكلمة (عمر) : بدل من (الخليفة) لأنه يصح أن تُلغَى (عمر) وتقوم مقامه ،
فتقول : (حكم الخليفة ) . وكلمة ( الخليفة) مقصودة بما قُصِدَ به (عمر) وهو
معني الحكم ، وكان ذلك بلا واسطة حرف كـ(الواو) أو (فاء) أو غيرها .
والبدل على أربعة أقسام:
1-بدل الشيء من الشيء:ويسمى كذلك،"بدل كل من كل"،و"البدل المطابق"،نحو:"حضر الطالب علي"،و"رأيتُ الطالبَ عليا"،و"مررت بالطالب عليٍ".
2-بدل بعض من كل:وضابطه:أن يكون البدل جزء من المبدل منه،سواء أكان أقل من
الباقي أو مساويا له أو أكثر منه،نحو:"حَفِظْتُ القُرْآنَ ثُلُثَهُ أَوْ
نِصْفَهُ أَوْ ثُلُثَيْهِ".
3-بدل الاشتمال:وضابطه:أن يكون بين البدل والمبدل منه ارتباط بغير الكلية
والجزئية،ويجب فيه إضافة البدل إلى ضمير عائد إلى المبدل منه
أيضا،نحو:"نَفَعَنِي زَيْدٌ عِلْمُهُ"،و" أَعْجَبَنِي مُحَمَّدٌ خُلُقُهُ".
4-البدل المباين:وهو ثلاثة أقسام:
1-بدل البداء:،ويقال له أيضا:بدل الإضراب عن المُبْدَلِ منه،وهو أن تقصد شيئا فتقوله،ثم يظهر لك أن غيره أفضل منه فتعدل إليه.
مثلا كأن تقول: " هذه الجارية شمس "، ثم تقول بعد ذلك: " بدر ".
2-بدل النسيان:أي أن تبني كلامك في الأول على ظن ثم تعلم خطأه فتعدل عنه.
كما لو رأيت مثلا شبحا من بعيد فتظنه إنسانا،فتقول:"رأيت إنسانا"،فلما دنا منك تيقنت أنه فرس فتقول:"فرسا".
3-بدل الغلط:أي أن تريد كلاما فيسبق إلى لسانك غيره وبعد النطق تعدل إلى ما أردت أولا.
نحو:"رأيتُ زيداً الفرسَ" أردت أن تقول:الفرس ،فغلظت فأبدلت زيدا منه.
وكل هذه الأنواع الأربعة تتبع المبدل منه في رفعه ونصبه وخفضه.