السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اورد ابن جني في الخصائص ان الفرق بين البدل والعوض كما يلي :
جماع ما في هذا أن البدل أشبه بالمبدل منه من العوض بالمعوض منه.
وإنما يقع البدل في موضع المبدل منه والعوض لا يلزم فيه ذلك ألا تراك تقول في الألف من قام: إنها بدل من الواو التي هي عين الفعل ولا تقول فيها: إنها عوض منها وكذلك يقال في واو جُوَن وياء مِيَر: إنها بدل للتخفيف من همزة جؤن ومئر ولا تقول: إنها عوض منها.
وكذلك تقول في لام غاز وداع: إنها بدل من الواو ولا تقول: إنها عوض منها.
وتقول في العوض: إن التاء في عدة وزنة عوض من فاء الفعل ولا تقول: إنها بدل من منها.
فإن قلت: ذاك فما أقله! وهو تجوز في العبارة.
وتقول في ميم " اللهم ": إنها عوض من " يا " في أوله ولا تقول: بدل.
وتقول في تاء زنادقة: إنها عوض من ياء زناديق ولا تقول: بدل.
وتقول في ياء " أينق ": إنها عوض من عين " أنوق " فيمن جعلها ألفا ومن جعلها عيناً مقدمة مغيرة إلى الياء جعلها بدلاً من الواو.
فالبدل أعم تصرفاً من العوض.
فكل عوض بدل وليس كل بدل عوضاً.
وينبغي أن تعلم أن العوض من لفظ " عَوضُ " - وهو الدهر - ومعناه قال الأعشى: والتقؤهما أن الدهر إنما هو مرور الليل والنهار وتصرم أجزائهما فكلما مضى جزء منه خلفه جزء آخر يكون عوضاً منه.
فالوقت الكائن الثاني غير الوقت الماضي الأول.
فلهذا كان العوض أشد مخالفة للمعوض منه من البدل.