ليس هناك ما هو أجمل من كلام الأطفال، ومحاولاتهم التعبير عن أنفسهم بكلمات
غير مفهومة في سن الطفولة الأولى، إلا أن هذا الأسلوب لا يعود جميلاً ولا
مقبولاً عندما يسـتمر طفلك بالتحدث فيه حتى سن الخامسـة، فيصبح مقززاً
ومزعجاً، ويعتبر هذا التحول ظاهرة شـائعة، فكثيرا ما يشكو الآباء والأمهات
من أن أطفالهم يعودون فجأة إلى اللغة الطفولية، ودافعهم الأسـاسي هو لفت
الانتباه حتى لو كان بشكل سـلبي، فقد يتوهم الأطفال بأن هذا الارتكاس
سـيزيد من تدفق مشاعر الحب والعاطفة من الوالدين نحوهم، وهذا نادرا ما
يحدث، وغالبا ما يكون رد فعل الوالدين سـلبياً بالانزعاج الشـديد.
وينشأ هذا التراجع في سـلوك الطفل اللغوي عن عوامل بيئية تشكل مصدر إزعاج
وتهديد للطفل، وهناك عدة تفسيرات، فمن الأطفال من يشعر بأنه مهدد نتيجة
لقدوم مولود جديد في الأسرة، فيعتقد أن التحدث كطفل صغير هو الطريق الأمثل
للتشبث بالوالدين والتقرب منهم كطفل صغير، وقد يكون الانتقال من روضة
الأطفال إلى المدرسـة، أو تغيير المعلمة، أو حصول الأم على وظيفة جديدة،
سـببا لهذا التراجع السـلوكي، وغالبا ما يكون هذا التراجع مؤقتا لا يثير
القلق، وليس على الوالدين إلا التحلي بالصبر وضبط الأعصاب، أما التصرف
بردود أفعال غير مسـؤولة، فسـيعمل على استمراره لفترة أطول. وفيما يلي
مجموعة من النصائح للمسـاعدة على مواجهة المشكلة:
- بداية؛ يجب أن يهمل الوالدان الحديث الطفولي، فالسخرية من حديثه،
والتندر، ومحاولة إزعاجه، سوف تحقق فقط غرض الطفل في لفت الانتباه إليه.
- تحدثي مع الطفل كما تتحدثي مع أي راشد آخر، ووضحي له بحزم ولطف بأنك لا
تفهمين ما يحاول قوله، وبأنك ستتحاورين معه فقط عندما يعود إلى أسلوب حديثه
الطبيعي.
- امتدحي طفلك مباشرة عندما يستجيب لملاحظاتك النقدية ويعود للتحدث بطريقة صحيحة.
- يعتبر تراجع الطفل إلى هذه اللغة مؤشراً لوجود ما يزعجه، وكل ما يحتاجه
هو مزيد من الاهتمام والحنان الذي يعمل كالسـحر، فأعطه من وقتك، واحتضنيه،
واحكِ له قصة، فجلسة عاطفية دافئة تقطع شوطا طويلا في تهدئته وإحساسه
بالأمان والحب، وأفضل بكثير من محاولة تقصي أسـباب انزعاجه.
- عبري له عن اسـتيائك بطريقة تجعله يدرك بأنك لسـت منزعجة منه، بل من طريقة حديثه الطفوليـة.
- حذريه مما ستفعلينه عندما يزعجك بالتحدث بطريقة طفولية في المرة القادمة، والتزمي بالتعامل معه دائما بنفس الأسلوب.
- اجعليه يدرك انه يكبر وسيصبح شخصا مسؤولا، وان التحدث بطفولية لا يتناسب
مع نموه وتطوره، أعطه بعض المهام والمسؤوليات بشكل تدريجي، ولا تدلليه بعمل
أشياء يستطيع أن يعملها من تلقاء نفسه.
- إذا لم تستطيعي أن تحددي ما يزعجه في البيت، تواصلي مع معلميه للتعرف على
مشاكله المدرسية، مما يساعدك على تحديد جذور المشكلة، ومساعدته على
التأقلم وحل المشكلة بطريقة طبيعية.