اضطراب الوسواس القهري هو مرض سلوكي -عصبي، يتميز برغبة قوية من الشخص
للسيطرة على المحيط الخارجي الذي حوله، وكذلك بوجود أفكار مكررة، لا يرغبها
الشخص، وتأتي رغماً عنه، حتى بعد محاولته إبعادها والتخلص منها، ويعلم
الشخص أن هذه الافكار هي أفكاره.
ويقوم الشخص المصاب بهذا المرض بعمل افعال قهرية لا يستطيع الامتناع عنها
نظراً لأن هذه الافعال تخفف قلقه. هذا القلق يخف لفترة محدودة ثم يعود مرة
أخرى مما يستدعي المريض بالوسواس القهري الى تكرار أفعال بصورة مبالغ بها
قد تؤدي الى اضاعة وقته وخسارته المعنوية والمادية إضافة الى أن بعض
الاعمال القهرية تؤدي الى الضرر البدني بالشخص مثل كثرة الغسيل لأماكن
معينة في الجسم، وربما بمواد مضرة كالمطهرات الكيميائية.
ماهي أعراض الوسواس القهري؟
* فكرة مزعجة ومؤذية تسيطر على الذهن ويحاول الانسان التغلب عليها ومدافعتها ويجد صعوبة في ذلك.
* هذه الأفكار أكثر من أن تسبب قلقاً بسيطاً فهي تكاد تسيطر على الذهن.
* هذه الأفكار والأفعال المترتبة يعرف صاحبها بأنها مؤذية وخاطئة.
* تحدث مدافعة هذه الأفكار قلقاً ومضايقة شديدة عند مدافعتها بل وخللاً وظيفياً عند الشخص.
هل يصيب الصغار أيضا؟
* الاحصائيات اثبتت ان نصف الى ثلث البالغين المصابين بهذا المرض كانوا يعانوا منه منذ الصغر.
* هذا المرض موجود عند الاطفال .. ونسبة كبيرة منهم يعانون منه دون علم
اهلهم.. وكذلك وجد ان 25% من هؤلاء الاطفال لهم آباء او امهات مصابون بنفس
المرض. اذا العامل الوراثى مهم.
* نسبة هذا المرض عند الكبار 2 -3 % معدل اعمار ظهور هذا المرض من 20-سنة25 بنسبة 50% منهم تظهر فى فترة الطفولة والمراهقة.
* يبدأ اضطراب الوسواس القهري عادة في مرحلة المراهقة وبداية الشباب،
وغالباً ما بين العشرين والخامسة والعشرين. وهناك حوالي 10% يبدأ الاضطراب
عندهم قبل سن العاشرة، وهذا يفسر إصابة الاطفال بالوسواس القهري والتي قد
تزول عند البلوغ...
* عادة يبدأ المريض في طلب العلاج بعد أن يكون المرض قد بدأ لأكثر من عشر
سنوات، وحسب الدراسات فإن الفترة الزمنية بين بدء المرض وبدء العلاج هي
اثنا عشر عاماً. لذا فإن المرضى غالباً يبدأون العلاج وهم في سن
الثلاثينات.
كيف يكون العلاج؟
ينقسم علاج الوسواس القهري الى قسمين، علاج دوائي وعلاج نفسي. مع العلم بأن
التزواج بين العقاقير الطبية، الأدوية المضادة للوسواس القهري وطرق العلاج
النفسية الخاصة بعلاج الوسواس القهري هما أنجح لعلاج اضطراب الوسواس
القهري خاصة اذا استطاع المعالج أن يختار الدواء المناسب وبالجرعة
المناسبة، لأن هناك فروقات فردية بين الناس في تقبل العلاج الدوائي وكذلك
الجرعة المناسبة لكل فرد على حده.
وقد أثبتت الدراسات أن ثلث المرضى يتعافون بالكلية ولا يعود لهم المرض
نهائياً وأن الثلث الثاني يتعافون بشكل كبير ولكن يتبقى للمرض بعض الأعراض
التي تأتي على شكل نوبات متباعدة. وأن الثلث الأخير يصعب شفاؤه وهذا غالباً
ما يكون مصحوباً ببعض الأمراض النفسية الصعبة.