قالت دراسة فرنسية لباحثين في المركز الوطني للابحاث العلمية أن الجنين يتأثر بسلوك امه اثناء حمله، فالمرأة الهادئة ينعكس هدوؤها على طفلها، واما اذا كانت ذات مزاج منفعل فإن جنينها سيكون بعد ولادته تعيساً وعاجزاً عن مواجهة الصعوبات. ولكي تتمتع الأم بجنين سليم التصرف فعليها ان تكون هي اولاً معتدلة التصرفات وهادئة، وان لا تعرض نفسها للاثارة، وان لا تكون عواطفها قلقة بين الحزن الشديد والفرح المفرط ، لأن هذا الحال المتأرجح ينعكس على سلوك جنينها ان كان ما زال في احشائها.. أو بعد ولادته.
ويقول علماء الاطفال والولادة ان افكار الام الحامل وتصرفاتها وهدوءها وغضبها تتم في الجزء الاوسط الدماغ.. وتنتقل الاهتزازات العصبية لهذه التصرفات جدار الرحم الذي بالتالي سيعكس هذه الاهتزازات الى الطفل فيتأثر بها سلباً أم ايجاباً, ولهذا يحبذ بل يعمل اطباء التخصيب على تهدئة المرأة عند زرع البويضة الملقحة في رحمها حتى تستطيع هذه الزرعة النجاح والثبات.
وتقول الدراسات ان الجنين يستمتع بالموسيقى التي تمتع والدته ابتداءا، وانه ينزعج من الموسيقى الصاخبة. واما في مجال الطعام والتغذية فإن المركز الاوروبي لعلوم التذوق كان قد رصد وراقب 24 طفلاً حديثي الولادة لنساء كن يكثرن من تناول شراب الينسون اثناء الحمل. وكان الاطفال قد قسّموا لمجموعتين :
1- مجموعة لم تتناول أمهاتها الينسون: وعندما عرضت على هذه المجموعة مادة الينسون نفرت منها ولم تستسغها.
2- والمجموعة الاخرى التي تناولت امهاتها هذه المادة اثناء الحمل وعندما عرضت عليها رائحة الينسون لم تنفر منها بل ابدت هذه المجموعة ميلاً لرائحة الينسون.
واعتبر الباحثون أن هذه الدراسة تشكل الدليل الاول الواضح على أن الام تؤثر على ميول جنينها تجاه روائح وأطعمة معينة.. وهذه النتائج سيكون لها دور في تحديد انواع الاطعمة التي تقدم للأجنة بعد ولادتها في فترة الطفولة والرضاعة.
ويخلص الباحثون الى أن الجنين وأمه يتبادلان العلاقة العاطفية فيما بينهما.. فالأم الهادئة.. يكون جنينها هادئاً والجنين الهادئ تكون أمه اكثر سعادة وهدوءاً من غيرها ذات الجنين المضطرب الذي يسبب لأمه ازعاجاً وقلقاً وخوفاً. وينصح الباحثون الامهات الحوامل بتوخي الحذر في التصرف والعواطف.. والطعام اثناء الحمل.