بسم الله الرحمن الرحيم
إذا ذُكرتْ العربية ذُكرت البلاغة هذه الأخيرة التي أسكتت سائر اللغات وكانت العمود الذي لا تتئاكل جوانبه وكفاها فخرا
أن رصف بحليها القرآن فأبان وأعجز...وفي هذا الموضوع نتعرض لهذا السحر الذي انفرد به العرب وهو" البيان " موضوعاته
ومكانته .
لقد حدد ابن الأثير المتوفى 637هـ في كتابه المثل السائر - البيان بأنه
الفصاحة والبلاغة، وصاحبه يسأل عن أحوالهما: اللفظية والمعنوية.
وهو والنحوي يشتركان في أن النحوي ينظر في دلالة الألفاظ على المعاني من جهة الوضع اللغوي، وتلك دلالة عامة.
وصاحب علم البيان ينظر في فضيلة تلك الدلالة، وهي دلالة خاصة والمراد بها:
أن يكون على هيئة مخصوصة من الحسن، وذلك أمر وراء النحو والإعراب، ألا ترى
أن النحويّ يفهم معنى الكلام المنظوم والمنثور، ويعلم مواقع إعرابه، ومع
ذلك فإنه لا يفهم ما فيه من الفصاحة والبلاغة؛ ومن هنا غلط مفسرو الأشعار
في اقتصارهم على شرح المعاني، وما فيها من الكلمات اللغوية، وتبيين مواضع
الإعراب منها دون شرح ما تضمنته من أسرار الفصاحة ووجوه البلاغة .
وعليه فموضوع فنّ البيان هو تلك الدلالات الخاصّة التي تنتظم أسرار الصياغة
في جوّ الأساليب التي ينشئها الأدباء، تعبيرا عن أفكارهم، وتصويرا
لعواطفهم، وهذه الأساليب تتفاوت وضوحا وخفاء، قوة وضعفا، وهي على تفاوتها
وتنوّعها فقد حاول البيانيون المتأخرون حصرها في هذا الثلاثي: (التشبيه -
المجاز - الكناية) وتلمّسوا لهذا الحصر ضوابط يبدو فيها التكلف، ويظهر
عليها الافتعال؛ وآية ذلك اعتراف السكاكي المتوفى 626هـ رائد الاتجاه
التقريري الفلسفي في البلاغة بأن المطلوب بهذا التكلف هو الضبط ، ذلك أن
البيان في نظره بمعنى: إيراد المعنى الواحد على صور مختلفة لا يتأتى إلا في
الدلالات العقلية، وهي من معنى إلى معنى؛ بسبب علاقة بينهما؛ كلزوم أحدهما
الآخر بوجه من الوجوه؛ فمرجع علم البيان: اعتبار هذه الملازمات بين تلك
المعاني، واعتبار هاتين الجهتين: جهة الانتقال من ملزوم إلى لازم، وجهة
الانتقال من لازم إلى ملزوم، وإذا ظهر لك أن مرجع علم البيان هاتان الجهتان
علمت انصباب علم البيان إلى التعرّض للمجاز والكناية؛ ففي المجاز يكون
الانتقال من الملزوم إلى اللازم، وفي الكناية يكون الانتقال من اللازم إلى
الملزوم، وترى ذلك في الأمثلة المسوقة لهما، فلا علينا أن نتخذ المجاز
والكناية: أصلين.
ثم إن المجاز أعني: الاستعارة من حيث إنها من فروع التشبيه لا تتحقق بمجرد
حصول الانتقال من الملزوم إلى اللازم، بل لابدّ فيها من تقدمة تشبيه شيء
بذلك الملزوم في لازم له تستدعي تقديم التعرّض للتشبيه، فلابدّ من أن نأخذه
أصلا ثالثا ونقدِّمه، فهو الذي إذا مهرت فيه ملكت زمام التدرب في فنون
السحر البياني .!!!!
والمتأمل في كلام السكاكي هذا يلمح التمحل الذي ارتكبه في سبيل ضابط تنحصر
فيه مسائل البيان وأصوله؛ وكأنه في غيبة هذا الضابط لن يتحقق حصرها، ولا
تعجب فإنه نهج السكاكي الذي أسرف في اصطناع الضوابط الكثيرة!! فضلا عن أننا
لا نسلم له هذه التفرقة بين المجاز والكناية؛ ذلك أن اللازم في الكناية
لازم مساوٍ؛ فيصحّ أن يسمى اللازم حينئذ ملزوما، والملزوم لازما، على أن
التفرقة المعتبرة بينهما إنما تكمن في القرينة؛ فقرينة المجاز مانعة دائما
من إرادة المعنى الوضعي، بخلاف قرينة الكناية فإنها مجوزة لإرادة المعنى
الوضعي ما لم يقم مانع خارج عن طبيعة الكناية … .
ولا نسلم له كذلك أن التشبيه مقصد غير أساسي في البيان، وأنه وسيلة أو
مقدمة لبعض أنواع المجاز، أو أنه أصل ادّعائي!!! وحسبنا ما أبرزه السكاكي
نفسه عن قيمة التشبيه البلاغية، وتأثيره النفسي من أنه الأصل الذي إذا
أمهرت فيه ملكت زمام التدرب في فنون السّحر البياني!!!
وإذا كان السكاكي قد ارتضى هذا الطريق البعيد فإن الطيبي أحد البلاغيين
المتأخرين يسلك سبيلا أقرب في الضبط بقوله: اعتبار المبالغة في إثبات أصل
المعنى للشيء، إما على طريق الإلحاق أو الإطلاق، والثاني إما إطلاق الملزوم
على اللازم، أو عكسه، وما يبحث فيه عن الأول التشبيه، وعن الثاني المجاز،
وعن الثالث الكناية، فانحصر الكلام في الثلاثة .
ويذهب كمال الدين البحراني إلى القول: بأن اللفظ إما أن يستعمل في المعنى
الموضوع له فهو الحقيقة، أو فيما له علاقة به بحيث ينتقل الذهن من الموضوع
له في الجملة - وهو المسمى عندهم باللازم - وهو إما أن تكون علاقته
المشابهة أو غيرها، فعلى الأول إن كانت معه قرينة تنافي إرادة المعنى
الموضوع له كان استعارة، وإن لم يكن كان تشبيها.
وعلى الثاني أيضا إن كانت معه تلك القرينة المانعة كان مجازا مرسلا، وإن لم تكن كان كناية.
فأصول البيان أربعة، فإذا ضمت الاستعارة إلى المجاز المرسل للاشتراك في المجاز صارت ثلاثة.
ويظهر من هذا أن التشبيه أصل حقيقي من أصول هذا الفن؛ ألا ترى أن له مراتب
متفاوتة في الوضوح، وأن فيه من النكت واللطائف البيانية ما لا يحصى.
وما يقال من أن المقصود الأصلي في التشبيهات هو المعاني الوضعية فقط ليس
بشيء؛ فإن قولك: "وجه كالبدر" مثلا لا تريد به ما هو مفهومه وضعا، بل تريد
أن ذلك الوجه في غاية الحسن ونهاية اللطافة، لكن إرادة هذا لا تنافي إرادة
المفهوم الوضعي .
ومهما دار الأمر فإن التشبيه أصل من أصول البيان، ودعامة من دعائمه، ومقصد أصيل من مقاصده، وذلك لأمور أهمها:
أولها: أسبقيته في الوجود على الصور البيانية، فهو أقدم صور البيان؛ إذ هو
مبني على ما تلمحه النفس من اشتراك بعض الأشياء في وصف خاص يربط بينها ؛
فتعمد إليه النفس بالفطرة حين يسوقها الداعي إليه، والباعث عليه؛ ومن ثمّ
كان سرّ شيوعه وذيوعه في سائر الأنواع البشرية واللغات الإنسانية، فهو من
الصور البيانية التي لا تختص بجنس ولا لغة؛ كيف لا وهو من الهبات الإنسانية
والخصائص الفطرية.
ولقد عرفه العرب الأقدمون منذ لهجت ألسنتهم بفنون القول؛ فكان لأسلوب
التشبيه الصدارة من الأساليب التي يستخدمها الفصحاء منهم في كلامهم في كل
مكان وزمان، وفي هذا يقول أبو العباس المبرد المتوفى 285هـ في كتابه
الكامل: "والتشبيه جارٍ كثير في كلام العرب؛ حتى لو قال قائل: هو أكثر
كلامهم لم يبعد ..".
ويقول: "والتشبيه من أكثر كلام الناس" "والتشبيه كثير، وهو باب كأنه لا آخر له" .
كما يقول ابن وهب في كتابه نقد النثر: "وأما التشبيه فهو من أشرف كلام
العرب، وفيه تكون الفطنة والبراعة عندهم، وكلما كان المشبه (بالكسر) منهم
في تشبيه ألطف كان بالشعر أعرف، وكلما كان بالمعنى أسبق كان بالحذق أليق
.." .
ثانيها: تنوع مراتبه في الوضوح والخفاء ، فهو أسلوب يظهر فيه التفاوت على
نحو ملموس، فليست درجة الوضوح فيه واحدة، وهذا التفاوت مناط البلاغة وعماد
البراعة!!.
ثالثها: القول بمجازيته - في رأي ابن الأثير -؛ فيكون دخوله في البيان بطريق الأصالة، لا بطريق التبعية للاستعارة والتطفل عليها.
وحتى على القول المشهور بحقيقيته فإن القيمة الذاتية للتشبيه كصورة بيانية
قد تأكدت وتقررت منذ أمد بعيد؛ مما جعل العلوي المتوفى 749هـ في كتابه
الطراز يقرر صراحة: "كونه معدودا في علوم البلاغة؛ لما فيه من الدقة
واللطافة، ولما يكتسب به اللفظ من الرونق والرشاقة، ولاشتماله على إخراج
الخفيّ إلى الجليّ، وإدنائه البعيد من القريب، فأما كونه معدودا في المجاز
أو غير معدود فالأمر فيه قريب بعد كونه من أبلغ قواعد البلاغة، وليس يتعلق
به كبير فائدة .."، ذلك أنه باب عظيم من أبواب البلاغة الساحرة، ومسلك رائع
للأدباء، منه يلجون في سائر البقاع والأزمنة، وأساس متين للاستعارة التي
هي عماد الجمال والكمال في الأساليب!!.
وأسلوب توفرت له هذه اللطائف وتلك المقومات لجدير بأن يكون مقصدا أساسيا من مقاصد البيان، وأصلا عظيما من أصوله!!.
ومما تقدم تدرك أن أصول فنّ البيان عند جمهرة البيانيين أربعة:
منها أصلان ذاتيان: وهما المجاز والكناية، وأصل واحد وسيلة وهو التشبيه، وواحد وهو جزء من أصل وهو الاستعارة.
وبعض البيانيين يعتبر مباحث البيان أربعة: "التشبيه، وليس من أقسام اللفظ،
والحقيقة والمجاز اللفظيان، والكناية، والثلاثة من أقسام اللفظ" .
وإنما جعلت الحقيقة ضمن مباحثه مع أنها ليست من مقاصده؛ لاتضاح مقابلها
وهو: المجاز شدة الاتضاح؛ لأن الشيء تكمل معرفته بمعرفة مقابله ، أو أنها
لما كانت كالأصل للمجاز؛ إذ الاستعمال في غير ما وضع له فرع الاستعمال فيما
وضع له غالبا جرت العادة بالبحث عنها في هذا الفن.
وأيا ما كان الأمر فإنه لا مناص من البحث في التشبيه والحقيقة، والمجاز والكناية؛ وصولا إلى الكشف عن مسائل البيان وصوره..
2-(ب) وأما مكانة البيان من البلاغة :
فتكمن في وجود المطابقة التي هي: عماد البلاغة؛ إذ إن هذه الألوان
البيانية تستدعيها المقامات، وتتطلبها الأحوال؛ فالإفصاح في موضع الإفصاح،
والكناية في موضع الكناية ، والاستعارة في موضع الاستعارة، والمجاز في موضع
المجاز؛ فهذه الألوان تمثل وجوها تتحقق بها المطابقة؛ فيبدو الكلام بليغا
بوجود تلك المطابقة.
وإذا كان السكاكي قد فصل علم المعاني عن البيان لملاحظة أدركها في ثمرة كل
من العلمين؛ فإن الغرض من علم المعاني: هو الاحتراز عن الخطأ في تطبيق
الكلام على ما يقتضي الحال ذكره، كما أن موضوعه: البحث في اللفظ العربي من
هذه الجهة التي توصل إلى تلك الغاية.
فعلم المعاني عنده: هو معرفة خواص تراكيب الكلام، أما علم البيان فهو معرفة
صياغات المعاني؛ ليتوصل بها إلى توفية مقامات الكلام حقها؛ وذلك احترازا
عن التعقيد المعنوي، فإن علم البيان عند السكاكي يتوقف على علم المعاني؛
ذلك أن علم البيان: هو معرفة إيراد الكلام بطرق مختلفة في الوضوح بعد
مراعاة المطابقة لمقتضى الحال، ومعنى ذلك أن الأديب شاعرا أو ناثرا إذا
أراد أن يصوغ معنى، فيعمد إلى تشبيه أو مجاز أو كناية، فهو حينئذ يكون قد
أخذ بجزء من علم البيان، فإذا راعى أن هذا الأداء يطابق مقتضى الحال كان
آخذا بالعلم كله؛ وعلى ذلك فالنظر في هذه الصور البيانية: (التشبيه،
المجاز، الكناية) من زاويتين:
أولاهما: أنها صور يعبر بها عن المعاني.
ثانيهما: أنها تطابق أو لا تطابق.
والنظرة الثانية هي: موضوع علم المعاني، والنظرتان معا هما: موضوع علم البيان.
ومن هنا قالوا: "إن علم المعاني من البيان بمنزلة المفرد من المركب ، لأن
رعاية المطابقة لمقتضى الحال التي هي مرجع علم المعاني معتبرة في علم
البيان مع زيادة شيء آخر وهو: إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة، ولما كان
المفرد مقدما طبعا على المركب كان المركب متأخرا وضعا عن المفرد، ولهذا وضع
علم البيان بعد علم المعاني" ، والسكاكي يقرر كذلك: "أنه لما كان علم
البيان شعبة من علم المعاني لا تنفصل عنه إلا بزيادة اعتبار جرى منه مجرى
المركب من المفرد لا جرم آثرنا تأخيره" .
وتعبير السكاكي بأن: علم البيان شعبة من علم المعاني يوضح مدى الصلة القوية بين العلمين.
وهذا المعنى نراه جليا واضحا عند الإمام عبد القاهر الجرجاني؛ فيقول في
معرض كلامه عن الغرض الذي ابتدأه وهو: التوصل إلى بيان أمر المعاني كيف
تتفق وتختلف؟.
"وأول ذلك وأولاه وأحقه بأن يستوفيه النظر ويتقصاه القول على التشبيه،
والتمثيل، والاستعارة؛ فإن هذه أصول كثيرة كان جل محاسن الكلام - إن لم نقل
كلها - متفرعة عنها، وراجعة إليها، وكأنها أقطاب تدور عليها المعاني في
متصرفاتها، وأقطار تحيط بها من جهاتها.." .
كما ترى الإمام في كلامه عن النظم، وإعجاز القرآن الكريم يقول: "إن الأمر
يقتضي دخول الاستعارة ونظائرها فيما هو به معجز؛ وذلك لأن هذه المعاني التي
هي: الاستعارة، والكناية، والتمثيل وسائر ضروب المجاز من بعدها من مقتضيات
النظم، وعنها يحدث، وبها يكون .." .
ولعل كلام الإمام هذا هو الذي أوحى إلى السكاكي بأن يقول: "إن علم البيان
شعبة من علم المعاني …الخ، على أن السكاكي لم يسلم من اعتراضات بهاء الدين
السبكي المتوفى 773هـ فيقول: "ثم لا نسلم أن علم البيان يتوقف على معرفة
علم المعاني؛ لجواز أن يعلم الإنسان حقيقة التشبيه، والكناية، والاستعارة
وغير ذلك من علم البيان ولا يعلم تطبيق الكلام على مقتضى الحال، فليس علم
المعاني جزءا من البيان ولا لازما له، وأن تطبيق الكلام على مقتضى الحال
كالمادة، وهذه الطرق كالصورة، والمادة ليست جزءا للصورة .." .
وكلام البهاء هذا يصور مدى الفصل بين العلمين عند المتأخرين، وهذا مسلك جرّ
على البلاغة انفصالا بين مسائلها المتشابكة، وقضاياها المترابطة؛ فلا
مندوحة لقبوله! إذ المطابقة واجبة في كل ألوان البلاغة وفنونها.
ومن المشهور عند أصحاب الاتجاه السكاكي في البلاغة أنك إذا نظرت إلى أسلوب
من جهة وجود المطابقة أو عدمها فأنت تسلك طريق علم المعاني، ولو نظرت هذه
النظرة إلى الألوان البيانية كنت صادرا في بحثك عن هذا العلم، وكذلك لو
نظرت إلى المحسنات البديعية؛ فإن مردّ الحسن الثابت للبديع إلى ارتباط هذا
الحسن باقتضاء المعنى له، واستدعاء المقام له؛ فحيث يقتضي المعنى يكون
اللون الذي يناسبه ؛ ومن ثم شاع بين علماء البلاغة أن المحسن البديعي إذا
اقتضاه المقام صار من علم المعاني؛ لمراعاة المطابقة.
وإذن فالمطابقة تتحقق في الألوان البيانية، والأصباغ البديعية إذا اعتبرها
الباحث في نظرته، ولا أعتقد أن باحثا ما لا يملك أن يتجاهل المطابقة؛ فإنه
بدونها لن يصل إلى التعرف على بلاغة الأساليب.
وحسنا ذهب بعض النقاد المعاصرين إلى نقد من يقصر المطابقة على علم المعاني
فقال: "وهنا يتبين الخطأ في قصر تطبيق الكلام على ما يقتضي الحال ذكره على
مسائل علم المعاني؛ فإن الحق أن ذلك شامل لفنون البلاغة جميعا .." ، ويقول:
"والواقع أن دائرة المطابقة لمقتضى الحال أوسع من هذه الدائرة بكثير، ولا
تقف عند تلك المباحث الثمانية المشهورة التي ذكروها في علم المعاني؛ فإن
مجالات هذه المطابقة كثيرة .." .
ولا شك أن هذا الاتجاه لتعميم المطابقة الشاملة في فنون البلاغة الثلاثة هو
المنهج الأقوم الذي أرساه من قبل الأقدمون من علماء النقد والبلاغة، وما
أحوج الدرس البلاغي المعاصر إليه؟!!
وبعد فإن مكان البيان من البلاغة يتوقف على مدى وفاء اللون البياني بالمقام
الذي سيق له، وما يكتنف الصور البيانية من قيمة ذاتية تخلع على الكلام
حسنا وجمالا، وتكسبه روعة وجلالا، وتشيع الضياء والرونق في كل نظم تحتويه،
وتمنحه الصحة والقوة بكل ما تمثله من قيمة ذاتية، وتضمن له الحيوية
المتجددة فلا يسقط على مر العصور..
وعلى الله قصد السبيل