المشاكلة :
هي ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته, أي لمجيئه معه وأمن اللبس معول فيه
على معمول اللفظ الذي تمت الشاكلة به, أو على عامله.
الأول:
كقول أحمد الأنطاكي وقد دعاه أصحابه إلى الصبوح في يوم بارد: وأغروه بأنهم
سيجيدون طبخ ما يريد أكله,لكن حاجته إلى الثياب كانت أشد من حاجته إلى الطعام فكتب إليهم:
أصحابنا قصدوا الصبوح بسحرة وأتى رســـولهم إلى خصيصا
قالوا: اقترح شيئا نجد لك طبخه قلت اطبخــوا لي جبّة وقميصا
أقام (اطبخوا) مقام (خيّطوا) لدلالة المعمول وهو (جبّة القميص) عليه قصدا إلى المشاكلة بين
ما يخاط وما يطبخ.
وكقول أبي تمام:
من مبلغ أفناء يعــرب كلهم أني بنيت الجـــار قبل المنزل
فالجار لا يبنى بل ينتقى, وإنما عبر عن انتقائه ببنائه قصدا إلى المشاكلة بين اختيار الجار
وبناء الدار.
وكقول الصاحب بن عباد:
على لسان من رد القاضي شهادته برؤية هلال شوال
أترى القاضــي أعمى أم تراه يتعامــى
سرق العيد كأن العـــ يد أموال اليتامـى
هنا عدل عن (أخفى) أو نحوها إلى(سرق) لتشاكل أمول اليتامى
والقرينة اللفظية هي مجيء العيد مفعولا به للفظ المشاكلة سرق.
والثاني:
كقول الله تعالى(تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك)).
أقام ((مافي نفسك)) مقام(ما عندك أو ما في علمك) لتشاكل (مافي نفسي).
والقرينة العاملان(تعلم)) . (ولاأعلم)).
وقوله تعالى(وجزاء سيئة سيئة مثلها)).
أقام((سيئة)) الثانية مقام عقوبة لتشاكل ((سيئة)) الأولى.
والمشاكلة نوعان:
تحقيقية :كالأمثلة السابقة
وتقديرية: وهي كما حكي عن بعض الولاة كان يغرس غرسا حول مسجد فوقف عليه من أنشده:
إن الولاية لا تـــــدوم لواحد إن كنت تذكره فأين الأول
وأغرس من الفعل الجميل غرائسا فإذا عزلت فإنـها لا تعزل
عملا لا قولا كانت القرينة حالية, لا لفظية
و جاء في قوله تعالى : " يخادعون الله وهو خادعهم " وقوله " ويمكرون ويمكر الله " فيها مشاكلة
وهذا يعني أن هذه الصفات أتت مجازا ، ومن المسلم به في العقيدة أن هناك صفات ترد على سبيل المقابلة أي
صفة تقابل صفة أخرى ، أو تذكر هذه الصفات على سبيل التقييد لا الإطلاق
يقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :"لكن أهل التحريف يقولون : لايمكن أن يوصف الله بها أبدا ، لكن ذكر مكر
الله ومكرهم من باب المشاكلة اللفظية والمعنى مختلف مثل : " رضي الله عنهم ورضوا عنه "