الإعراب: مصدر أَعْرَبَ. وذكر النحاة في
أصله أربعة أوجه؛ أحدها: أنه من أعرب الرجلُ عن حاجته، إذا أبان عنها؛ كما
في الحديث النبوي: ((والأيّم تُعْرِبُ عن نفسها))، وثانيها: أنه من (أعرب)
إذا تكلم بالعربية، قال الأندلسي في شرح "المفصل":
ومن هذا الوجه قول الكميت:
وَجَدْنَا لَكُمْ فِي آلِ حَامِيمَ آيَةً تَأَوَّلَهَا مِنَّا تَقِيٌّ وَمُعْرِبُ
أي متكلِّم بالعربية، وأقول: الأَوْلى أن يكون "مُعرب" في بيت الكميت
بمعنى: مبين، ويوضح ذلك تفسيرهم "التقي" بأنه الذي يكتم ما عنده ولا يظهره،
فيكون حينئذ قد قابل "التقي" "بالمعرب" مقابلة حسنة، ولا يبعد ما ذكره؛
لأن المتكلم بالعربية مبين أيضًا، فإن قيل: فالمتكلم بالبناء أيضًا متكلّم
بالعربية؛ لأنَّ البناء من جملة لُغَتِهم، قيل: البناء لا يخصُّ لُغَة
العرب؛ بل هو موجود في كل لغة، بخلاف الإعراب فإنَّه مخصوصٌ بِلُغَتها.
وثالثها: أنه من عرِبَتْ مَعِدَتُه، إذا تغيَّرت وفسدتْ، في معنى أعرب
الكلمة: أزال عَرَبَها؛ أي فسادها وذلك نحو: أشكيته: أَزَلْتُ شكاته.
ورابعًا: أنه من قولهم: امرأة عروب، إذا كانت متحبّبة إلى زوجها متحسنة؛
لأنَّ الكلام إذا فُهِم قَرُبَ من قلب سامعه، وإذا لم يُفْهَم نفر عنه،
والمختار هو الأول؛ إذِ العرب لم تَقْصِد بإعراب كلمها تحسينًا ولا
تغييرًا.